اعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم (الجمعة) أن استعادة الجيش السوري مدينة حلب يشكل «خطوة مهمة جداً» نحو تسوية النزاع في سورية، في وقت أعلنت وزارة الخارجية الروسية أنها لا تنتظر مشاركة «الهيئة العليا للمفاوضات» المعارضة السورية في اجتماع أستانا الشهر المقبل.
وقال بوتين خلال اجتماع مع وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو إن «تحرير حلب من العناصر المتطرفة يشكل خطوة مهمة جداً نحو إعادة الوضع الى طبيعته بالكامل في سورية وآمل، في المنطقة بأسرها أيضاً»، بحسب ما ذكرت وكالات الأنباء الروسية.
وقال بوتين أيضاً، إن روسيا وإيران وتركيا والرئيس السوري بشار الأسد وافقوا على حضور محادثات السلام في أستانا عاصمة كازاخستان سعياً إلى حل الصراع في سورية.
وأضاف أن عملية الإجلاء من حلب ما كان يمكن أن تتم من دون مساعدة روسيا وإيران وتركيا أو حسن النوايا من جانب الأسد. وقال إن الخطوة التالية في سورية يجب أن تكون وقف إطلاق النار على مستوى البلاد.
ونقلت «وكالة الإعلام الروسية» عن شويغو قوله إن «إجلاء مقاتلي المعارضة من حلب اكتمل ما يوفر الظروف للتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار في سورية»، موضحاً «من وجهة نظري نحن نقترب للغاية من التوصل لاتفاق لوقف شامل لإطلاق النار في أنحاء سورية».
إلى ذلك، نشرت روسيا كتيبة من الشرطة العسكرية مساء أمس لضمان الأمن في حلب التي باتت قوات النظام تسيطر عليها بالكامل، وفق ما أعلن شويغو اليوم. وقال الوزير في بيان صادر عن «الكرملين» خلال اجتماع مع بوتين «منذ مساء الأمس نشرنا كتيبة من الشرطة العسكرية في الأراضي المحررة (في حلب) بهدف الحفاظ على الأمن».
وتضم الكتيبة الروسية ما بين 300 و400 جندي. والشرطة العسكرية الروسية متفرعة عن الجيش وتعمل على الحفاظ على النظام والانضباط فيه. وذكرت وسائل الإعلام الروسية في وقت سابق من الشهر أن جنوداً من الشيشان أرسلوا في إطار الشرطة العسكرية إلى سورية وأظهرهم شريط فيديو يتحدثون بالشيشانية أثناء استعدادهم للمغادرة بملابس الشرطة العسكرية.
بدورها، أكدت وزارة الخارجية الروسية أن اجتماع أستانا الشهر المقبل «سيركز على المسائل المتعلقة بفرض نظام وقف إطلاق النار في كل أراضي سورية، مشيراً إلى أن بيان روسيا وتركيا وإيران ينص على استعداد الدول الثلاث للمساعدة على إعداد اتفاق في هذا الشأن وتقديم ضمانات للاتفاق المستقبلي بين الحكومة السورية والمعارضة.
وقال نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف إن الوزارة «لا تتوقع مشاركة الهيئة العليا للمفاوضات المعارضة السورية في الاجتماع لأنها معارضة خارجية، موضحاً أن «وفد الحكومة وممثلين عن قوى معارضة معتدلة موجودة على الأرض من ضمنها وحدات المعارضة المسلحة والأكراد سيشاركون في الاجتماع». وأكد استثناء إرهابيي «جبهة النصرة» وتنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) منها.
وأشار نائب الوزير إلى أن موسكو مستعدة للمشاركة في مفاوضات جنيف في 7 فبراير (شباط) المقبل، بحسب ما أعلنه المبعوث الأممي ستافان دي ميستورا، أو حتى في موعد أقرب، مضيفاً أن ذلك يتفق مع موقف روسيا الداعي إلى عقد المفاوضات في أسرع وقت ممكن. وقال إن موسكو ستقدم دعم استشاري على مستوى الخبراء في هذه المفاوضات التي تجري بين الجانبين المتنازعين بإشراف أممي، لكنها ليست طرفاً مباشراً.
وأكد الديبلوماسي الروسي: «لا نرى على الإطلاق أن التوصل إلى اتفاق حول عقد اجتماع في أستانا هو بديل لعملية جنيف. وننطلق من أن ذلك يمثل تكملة لجنيف». وتابع «يجب توجيه دعوة إلى الهيئة العليا للمفاوضات للمشاركة في المفاوضات السورية في جنيف، لأن وفد المعارضة يجب أن يمثل القوى المؤثرة الحقيقية كافة».
من جهة ثانية، قال غاتيلوف إنه لا توجد اتصالات بين موسكو والإدارة الأميركية المقبلة في شأن سورية، لكن روسيا تعتبر دونالد ترامب شريكاً أفضل في التفاوض من الرئيس الحالي باراك أوباما.
ونقلت وكالة «إنترفاكس» للأنباء عن غاتيلوف قوله، إن ترامب لم يربط قط بين حل الأزمة السورية ورحيل الرئيس السوري بشار الأسد الذي تدعمه موسكو. وأضاف أن هذا يعني أن «لديه مساحة أكبر للمناورة مقارنة بإدارة أوباما المنتهية ولايتها».
وذكر أن روسيا سترحب بتكثيف واشنطن عملياتها لمكافحة الإرهاب في سورية، مؤكداً أنه «لا ينبغي أن يكون هناك تنافس في هذا الصدد. يجب علينا جميعاً أن نفكر في ضرورة توحيد جهودنا».
الحياة اللندنية