قالت مجلة «فورين بوليسي» الأميركية إن الدافع وراء تدخل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في سوريا هو الخوف من التشدد الإسلامي بين الأقلية المسلمة في بلاده، ولكن بدلا من إسكات هذا التهديد، من المتوقع أن يزيد بوتين الأمر سوءا.
وأضافت المجلة أن بوتين أعتى مقامري روسيا، وقد ألقى بالنرد في الحرب السورية، حيث نشر بجرأة أحدث الأسلحة في ترسانته من أجل إنقاذ نظام بشار الأسد المترنح، ووضع الكرملين بسرعة في مركز الدبلوماسية بالشرق الأوسط.
وتابعت: إن رسالة بوتين بسيطة مفادها: روسيا قد عادت كقوة كبرى، وإن إيجاد حل لهذه الحرب يمر عبر موسكو.
وبعد شهر من قصف السنة المناهضين للأسد، استدعى بوتين الأسد في اجتماع مفاجئ في الكرملين أثار تكهنات جديدة بأن هناك صيغة لإنهاء الحرب تتم في موسكو.
وتساءلت المجلة: هل يمكن أن ينجح بوتين فيما فشل فيه الآخرون؟ وقالت: إنه أمر ممكن، لكنه غير محتمل، مضيفة أن الرئيس الروسي «فتح الدمار في سوريا»، وأن الجميع بمن فيهم بوتين تعرضوا للدغ مرارا وتكرارا.
وذهبت المجلة للقول: إن مقامرة بوتين خاسرة، مشيرة إلى أن هناك حقيقة يتم تجاهلها أن من بين سكان روسيا البالغ عددهم 144 مليون يوجد أكثر من 20 مليون مسلم سني يتعاطفون بطبيعة الحال مع المسلمين السنة الذين يتعرضون للقصف والقتل حاليا من قبل الروس في سوريا، وبالتالي أي خطأ ترتكبه روسيا في سوريا سوف يقوض بشدة قاعدة بوتين السياسية في بلده.
وتضيف المجلة: لن يتوقف الأمر عن هذا الحد؛ فبوتين لم يأمر فقط بقصف المتمردين السنة في سوريا، بل صنع تحالفا جديدا يقوده يتألف من القوى الشيعية- إيران والعراق وسوريا- وقادر على تبادل المعلومات الاستخباراتية وتوجيه الضربات باعتباره قوة واحدة ضد أعدائه السنة؛ وبذلك فقد فتح -سواء بقصد أو غير قصد- حربا فعلية ضد العرب السنة بقيادة المملكة العربية السعودية المتحالفة مع الولايات المتحدة.
العرب