ألقى الشأن السوري بظلاله على المشهد العراقي بشكل واضح خلال الأيام القليلة الماضية عبر تصريحات متتالية للمسؤولين العراقيين بين من يطالب الأسد بالتنحي وآخر مؤيد لبقائه على رأس السلطة ليتحمل تبعات الحرب الممتدة منذ سنوات التي راح ضحيتها مئات الآلاف من المدنيين وشردت السوريين.
تجلت بوادر الخلاف بشأن مسألة بقاء الأسد في السلطة بين المكونات الشيعية بعد شن الولايات المتحدة الأمريكية قبل أيام ضربات عسكرية لمواقع النظام في ريف حمص ليسارع زعيم التيار الصدري “مقتدى الصدر” مطالباً الأسد بالتنحي, إذ قال في بيان صادر عنه “من الإنصاف أن يقدم الرئيس السوري بشار الأسد الاستقالة وأن يتنحى عن الحكم حبا بسوريا وليجنبها ويلات الحروب”.
كما اتخذ رئيس الوزراء السابق “نوري المالكي” وزعيم حزب الدعوة موقفاً مغايراً من الضربات الأمريكية, معتبراً أنها “عدوان على دولة ذات سيادة ويصب في صالح التكفيريين”.
ووفقاً للنائب عن كتلة الأحرار البرلمانية “عبد العزيز الظالمي” وصف مواقف بعض الأطراف المؤيدة للأسد داخل التحالف الوطني الشيعي بأنها تنتمي إلى جهات سياسية لديها رؤى ومصالح مشتركة مع النظام السوري ومن الطبيعي أن يدافعوا عنه.
على الرغم من أن المالكي مازال يرأس حزب الدعوة الذي ينتمي إليه العبادي فإن العبادي اتخذ موقفا مغايرا هذه المرة بعد إدانته للهجوم الكيماوي من قبل النظام على المدنيين في مؤشر جديد على فرز قد يحصل حتى داخل الكتلة الواحدة, قال الكاتب الصحفي “حيدر الكرخي”: “إن الضربة الكيميائية الأخيرة قد غيرت الكثير من مواقف العبادي والصدر وقوى أخرى تجاه الرئيس السوري, الأمر الذي سيجعل من البيت الشيعي والقوى التي بداخله على مفترق طرق خصوصاً أن الشخصيات المقربة من إيران كالمالكي لن تقبل التنازل عن دعم النظام” .
المركز الصحفي السوري