عقب أسابيع من التكهنات والجدل، أكدت مصادر متطابقة أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان سيزور العاصمة التركية أنقرة يوم الأربعاء المقبل للقاء الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والتوقيع على مجموعة من الاتفاقيات الثنائية بين البلدين.وفق جريدة القدس العربي.
وكانت هذه الزيارة قد تأجلت مؤخراً بسبب صعوبات في التحضير لها وتعتبر الأولى لمسؤول سعودي بهذا الحجم منذ حادثة اغتيال الصحافي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده في إسطنبول عام 2018 والتي أدت إلى انهيار العلاقات بين البلدين.
وفي تصريحات للصحافيين عقب أدائه صلاة الجمعة في إسطنبول، أكد أردوغان أن بن سلمان سيزور تركيا يوم الأربعاء المقبل حيث من المقرر أن يلتقيه في المجمع الرئاسي في أنقرة، لافتاً إلى أنه سيعقد لقاء ثنائيا مع ولي العهد السعودي، يعقبه اجتماع موسع بمشاركة مسؤولين من البلدين. وأشار أردوغان إلى أنه سيبحث مع بن سلمان سبل الارتقاء بالعلاقات التركية السعودية إلى مستويات أعلى بكثير خلال الفترة المقبلة.
وقبل تصريحات الرئيس التركي بوقت قصير، صرح “مسؤول تركي رفيع المستوى” لوكالة الصحافة الفرنسية أن بن سلمان سيزور العاصمة التركية أنقرة إلا أن البرنامج المفصل للزيارة سيعلن “خلال عطلة نهاية الأسبوع”، موضحاً أنه سيتم توقيع اتفاقات عدة خلال الزيارة.
وعلى غرار التأجيل المتكرر الذي رافق زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى السعودية، وعلى الرغم من عدم وجود إعلانات رسمية سابقة، إلا أن زيارة بن سلمان إلى أنقرة تأجل موعدها مرة أو مرتين على أقل تقدير في الأسابيع الماضية، وقد أشارت مصادر تركية وسعودية إلى صعوبات تواجه البلدين اللذين يعملان على إعادة تطبيع العلاقات عقب سنوات من الخلافات الثنائية والإقليمية الحادة.
وعقب زيارة الرئيس التركي إلى جدة نهاية شهر أبريل/نيسان الماضي ولقائه الملك سلمان وولي العهد، وجه أردوغان دعوة رسمية للأخير لزيارة أنقرة وهي دعوة ليست الأولى في الأشهر الأخيرة، إلا أن الزيارة لم تتم سابقاً نتيجة عدم تجاوز الخلافات الأساسية بين البلدين، في حين أن الدعوة الأحدث لم تتكلل بالزيارة بعد بسبب ما يُسمى “تحضيرات ومعيقات فنية”، ويرجح البعض أنها خلافات سياسية، قبل أن يعلن رسميا أن الزيارة ستتم يوم الأربعاء المقبل.
وعلى الرغم من زيارة أردوغان إلى جدة إلا أنها لم تكن بمثابة إعلان رسمي عن تقارب حقيقي بين البلدين وإنما جاءت في إطار مساعي إنهاء الخلافات والتقارب، وأن الاتصالات الحالية التي أفضت لإعلان موعد زيارة بن سلمان هي الأهم على طريق التوصل إلى تفاهمات عسكرية واقتصادية وسياسية يتوقع أن يتم الإعلان عنها خلال الزيارة.
والشهر الماضي، أكد وزير الخارجية التركي مولود جاوش أوغلو تواصل عملية تطبيع العلاقات بين تركيا والمملكة العربية السعودية على مستويات مختلفة، لافتاً إلى أهمية الزيارة التي أجراها أردوغان إلى السعودية ومؤكداً على أنه من المقرر أن يجري بن سلمان زيارة إلى تركيا “خلال الفترة المقبلة”. وقال: “العلاقات السعودية التركية شهدت بعض الأمور السلبية في الماضي إلا أنها بدأت تتحسن تدريجيا، ونعمل مع إدارة الرياض لتحسين العلاقات وإعادتها إلى سابق عهدها”.
ونهاية الشهر الماضي، كشف المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن عن تأجيل زيارة كانت مقررة لبن سلمان إلى أنقرة بسبب مرض والده الملك سلمان، مضيفاً: “نتوقع أن تتم هذه الزيارة في الأيام المقبلة خلال يونيو/حزيران، وزملاؤنا المعنيون يعملون بشأن تحديد الموعد”.
وتحدثت مصادر تركية غير رسمية عن التوصل إلى تفاهمات تسمح ببيع تركيا عددا كبيرا من الطائرات القتالية المسيرة من طرازي بيرقدار وأقنجي إلى السعودية، وهي صفقة يعتقد أنها ستكون الأبرز خلال الزيارة، إذ تسعى الرياض منذ سنوات للحصول على المسيرات التركية، إلا أن الخلافات بين البلدين حالت دون ذلك، ومقابل ذلك يتوقع أن يجري الإعلان عن استثمارات سعودية كبيرة في تركيا.
ومهد إعلان تركيا إغلاق ملف قضية محاكمة المتهمين بقتل خاشقجي ونقل ملف المحاكمة إلى القضاء السعودي، لخطوات أسرع في مسار تحسين العلاقات بين أنقرة والرياض.
وقُتل خاشقجي في الثاني من تشرين الأول/أكتوبر 2018 في قنصلية بلاده في إسطنبول، في عملية أحدثت صدمة في العالم وشرخا في العلاقات حيث اتّهم أردوغان حينها “أعلى المستويات” في الحكومة السعودية بإعطاء الأمر لتنفيذ عملية الاغتيال على أيدي عناصر سعوديين، لكنه استبعد العاهل السعودي من التهمة.
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع