بلدة الديرخبية إحدى أهم بلدات الغوطة الغربية التي تتميز بموقعها الاستراتيجي وأهميتها العسكرية كونها خاصرة الغوطة الغربية وتتوسط مناطق خان الشيح والزاكية والمقيلبية المعاقل الرئيسة للثوار، وبسيطرة قوات النظام عليها تكون قد نجحت بالفصل بين هذه المناطق.
لم يكن سقوط البلدة بيد قوات النظام أمراً سهلاً, ولكن استخدام قوات النظام لسياسة الأرض المحروقة كانت كفيلة بتدمير البلدة والسيطرة عليها, لتكون بلدة الديرخبية (داريا جديدة) تسقط ضحية مئات البراميل وآلاف القذائف والأسلحة المحرمة والحارقة.
وفي تصريح خاص من مدير المكتب الإعلامي في الغوطة الغربية “حمزة محمد” للمركز الصحفي السوري قال إن البلدة تعرضت لحملة عسكرية كبيرة بلغت عدد البراميل الملقاة أثناءها 700 برميل متفجر و40 برميل نابلم حارق و300 صاروخ فيل و 250 غارة جوية بالإضافة لآلاف قذائف المدفعية والهاون على مساحة أقل من كيلو متر مربع.
وأضاف أن حصيلة قصف اليوم الذي سبق سيطرة قوات النظام عليها بلغت ما يقارب 100صاروخ أرض-أرض و1500قذيفة، 65برميلا, استطاعت بعد هذا التمهيد السيطرة على البلدة.
تكمن الأهمية الاستراتيجية لبلدة الديرخبية التي سيطر عليها قوات النظام بشكل كامل في أنها تشكل عقدة الوصل بين بلدتي “زاكية” و”خان الشيح” ، كما أنها تعد الممر الذي يربط عدة بلدات يتواجد فيها الثوار ببلدتي داريا والمعضمية القريبتين من دمشق، إضافة إلى أنها تشكل موقعاً حصيناً بسبب الطبيعة الجغرافية ونظراً لأنها تتصل بمجموعة مزارع مشرفة على كتل سكنية”.
وبسيطرة قوات النظام على البلدة الواقعة على سفح سلسلة جبلية مطلة على بلدة الكسوة, تحكم الطوق على خان الشيح وتقطع طرق الإمداد عن الثوار في زاكية وخان الشيح, كما تقف عائقاً أمام أي محاولة تقدم للثوار في الغوطة الغربية وتحقق المزيد من الطوق الأمني حول العاصمة خاصة بعد سيطرتها على مدينة داريا.
وحسب مصادر عسكرية مطلعة لم يكن تأثيرها فقط على سير المعارك في الغوطة بل لها تأثير كبير عن سيرها في ريف القنيطرة, كونها تعتبر الممر الأساسي للثوار القادمين من مدينة القنيطرة ومزرعة “بيت جن” مروراً بكفر حور وبيت تيما إلى أن يصلوا إلى منطقة خان الشيح وكانت ترسل التعزيزات من الثوار عبر هذا المحور.
وبعد سقوط البلدة تكون وجهة النظام مخيم خان الشيح الذي حوصر بالكامل ويعتبر أحد أكثر المواقع التي تتعرض للقصف بالبراميل المتفجرة, فضلاً عن عشرات الغارات الجوية في الفترة الماضية, لتضع قوات النظام المخيم تحت خطة التهجير القسري التي اتبعتها تحت شعار الموت أو الاستسلام.
وتسعى قوات النظام بمباركة روسية لخطط تهجير وتغيير ديمغرافية في المناطق المحيطة بالعاصمة لتحصين الطوق الأمني حولها, فمن داريا للمعضمية ثم قدسيا والهامة لتختم تهجيرها الأهالي في الديرخبية, وتضع الغوطة الغربية تحت مرمى الموت أو التهجير.
المركز الصحفي السوري- سالم الإبراهيم