من إسماعيل جمال: «الهيئة العليا للمفاوضات»، «كبير المفاوضين السوريين»، «المبعوث الدولي»، «مفاوضات جنيف».. جميعها مصطلحات يرى فيها سوريون ساخطون على تردي أوضاعهم الأمنية والسياسية بعد خمس سنوات على الثورة، أنها تذكرهم بمتاهات المفاوضات بين السلطة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي، المستمرة منذ أكثر من 20 عاماً بدون تحقيق أي نتائج ملموسة، معبرين عن خشيتهم من تكرر هذه التجربة مع المفاوضات السورية.
الشاب السوري، محمد الشيخ، كتب على صفحته على «فيسبوك»: «اليوم علمت أنه بات لدينا شخص يسمى «كبير المفاوضين» في وفد المعارضة لجنيف، تذكرت صائب عريقات، كبير المفاوضين الفلسطينيين، الذي يفاوض منذ أكثر من 20 عاما بدون نتائج. يبدو أننا بحاجة إلى 20 عاما من المعاناة لنلمس نتائج المفاوضات».
وخلال المؤتمر الأخير، الذي عقدته المعارضة السورية في العاصمة السعودية الرياض، تم تشكيل ما سمي بـ»الهيئة العليا للمفاوضات»، التي شكلت بدورها «وفد تفاوض»، وسُمي محمد علوش، المسؤول السياسي في فصيل «جيش الإسلام»، «كبير المفاوضين» في وفد المعارضة، الذي سيشارك في المفاوضات السياسية مع النظام السوري في جنيف، برعاية المبعوث الدول لسوريا، ستيفان دي ميستورا.
أبو رائد (40 عاماً) سوري يعيش في إسطنبول، يقول «نعلم أن العالم تكالب علينا، كما تكالب على القضية الفلسطينية. بتنا نرى النكبة الفلسطينية في المأساة السورية، حتى في أدق التفاصيل. عندما استمع إلى بعض نشرات الأخبار أشعر بأنني لا أعرف هل المقصود في الخبر فلسطين أم سوريا؟ فالمصطلحات واحدة».
من جهته، يرى يامن الحلبي (32 عاماً) أن «الثورة السورية تعاني من ضغوط دولية ومؤامرة هائلة، يبدو أن العالم اتفق على القضاء عليها، روسيا وأمريكا اتفقتا علينا، أنا لا أشكك في وطنية المفاوضين، لكن واقعنا بات مضحكاً مبكياً. فنحن نعيد مصطلحات التفاوض والهيئات والمسميات التي لا تغير من الواقع شيئا»، وأضاف: «بتنا نفاوض على أدنى المبادئ الإنسانية وإدخال الطعام والكف عن التجويع بدلا من أن نفاوض على رحيل الأسد وبناء دولة ديمقراطية».
ويقول تيم حوراني (44 عاماً)، سوري يعيش في إسطنبول: «كنا نتوقع أن نرى مفاوضات تنهي الحرب والمأساة وتضمن رحيل الأسد في أقرب وقت، والآن نفاوض على رفع الحصار عن قرى وإدخال بعض المساعدات الإنسانية والأسد سيشارك في الانتخابات المقبلة، هذه المعادلة تذكرني بالمفاوضين الفلسطينيين الذين كانوا يفاوضون على القدس واللاجئين والأرض وباتوا يفاوضون على المعابر والمواد الإنسانية وبعض التفاصيل، يبدو أن السياسة الدولية واحدة في إنهاء القضايا العربية وتصغيرها».
فاضل محمود (25 عاماً) يقول: «بات لدينا قراران لمجلس الأمن، نطالب أن تكون المفاوضات على أساسهما، تماماً كقراري مجلس الأمن بخصوص فلسطين (242 و338) اللذين نسمع عنهما منذ الأزل ولم يتحقق منهما شيء حتى اليوم».
القدس العربي