بعد أربع سنوات من اندلاع الثورة السورية، وخوض الثوار عدة معارك مع قوات النظام في محافظة إدلب، استطاع الثوار تحرير مساحات واسعة من المحافظة، تفوق المساحات، التي تسيطر عليها قوات النظام.
وأصبحت نسبة السيطرة للثوار ما يقارب 90% من المحافظة، في حين تسيطر قوات النظام ما يشكل نسبته 10% من المحافظة تقريباً، فلم يبقى لقوات النظام، سوى 3 مدن، وطريق يصل بينها، وهي مدينة جسر الشغور، ومدينة أريحا، ومدينة إدلب، بالإضافة إلى مطار وحيد، ويخضع لحصار خانق من قبل الثوار.
مدينة إدلب مركز المحافظة
يسيطر النظام على مدينة إدلب، وتتبع لها قريتان مواليتان هما كفريا، والفوعة، حيث يؤمن لها الإمداد من الساحل وصولاً إليها نظراً لرمزيتها فلا يريد النظام خسارة محافظة أخرى أخرة أسوة بمحافظة الرقة، بالإضافة إلى الأوامر الإيرانية بحماية نقطتهم الشيعية الثانية في الشمال السوري (كفريا والفوعة)، بعد النقطة الأولى (نبل والزهراء) بريف حلب الشمالي.
وتحص قوات النظام بعشرات الحواجز على محيط المدينة وفي وسطها، وأهم هذه الحواجز تجمع الملعب البلدي على أطراف المدينة الغربية، الذي حولته إلى معسكر، ولهبوط الطائرات المروحية عند الضرورة، وتتمركز فيه عشرات الآليات الثقيلة، ومئات العناصر وأفاد ناشطون بأنه مركز الشبيحة (للدفاع الوطني)، والميليشيات الشيعية، ووضعت قوات النظام نقطة متقدمة للملعب، وهو حاجز الكونسروة، الذي استطاع الثوار الوصول إليه، وتحريره عدة مرات، اغتنمت منه آليات وذخائر،ثم الانسحاب منه لتعود إليه قوات النظام، كما نشرت على الكورنيش الجنوبي، والشمالي للمدينة عدة حواجز لتكون درع حماية للمدينة كون المدينة محاطة بأشجار الزيتون، أما من الجهة الشرقية فقد أقامت قوات النظام معسكرات كبيرة هي الصناعة، والمؤسسة العسكرية، ومعملي الغاز، والنسيج.
وتحمي قوات النظام خاصرة المدينة من الجهة الشرقية الشمالية بترسانة قوية في قريتي كفريا، والفوعة المواليتين معقلا الميليشيات الشيعية، والتي حاول الثوار اقتحامهما مراراً، وتكراراً أخرها في بداية هذا العاملم تفلح كل الجهود بتحريرهما كونهما يشكلان المصدر الرئيس للقصف اليومي للقرى، والبلدات المحررة مثل معرتمصرين، وبنش، وتفتناز، وبعض القرى المجاورة.
وتأتي الإمدادات إلى المدينة من الجهة الجنوبية فقط كون المدينة محاطة بالمناطق المحررة، وذلك من خلال الطريق بينها، وبين مدينة أريحا حيث يتوسطهما معسكر المسطومة الذي يعد قيادة غرفة العمليات في محافظة إدلب عموماً، ويبعد عن مركز المدينة ما يقارب 7 كم، وتتجمع فيه عشرات الآليات الثقيلة، والمدافع، ومئات العناصر، وله نقطة متقدمة لحمايته من الجهة الغربية، غربي الطريق تسمى تل المسطومة حررها الثور عدة مرات، كان آخرها منذ أشهر، حيث اغتنموا دبابة، وعربة بي ام بي، ومن ثم انسحبوا منه مباشرة، ويستهدف الثوار المعسكر بشكل مستمر بالمدافع، والصواريخ محلية الصنع، والهاون، استطاعوا خلالها قتل عدد من العناصر، وتدمير بعض الآليات.
مدينة أريحا
تبعد عن مدينة إدلب حوالي 13 كم حصنتها قوات النظام بشكل جيد بعد أن استعادت السيطرة عليها من يد الثوار الذين حرروها لفترة وجيزة ثم انسحبوا تحت الغطاء الناري الكثيف من قبل قوات النظام وتحمي المدينة الطريق الواصل من مدينة جسر الشغور إلى مدينة إدلب،وتتحصن بعدة حواجز في جبل الأربعين، الذي استطاع الثوار استعادة قمته مطلع العام الحالي بتفجير نفق تحت ما يعرف بحاجز القصر السعودي، ودارت في الجبل عدة معارك لم يستطع الثوار من خلالها سوى استعادة قمة الجبل لتكون المدينة، وحواجزها تحت مرمى الثوار.
وتحمي قوات النظام المدينة من الجهة الشرقية بحاجز (معمل القرميد)، الذي يعتبر من أقوى الحواجز في مدينة إدلب، وتستخدمه لقصف المناطق المحررة من الجهة الشرقية كمدينة سراقب، والقرى المحيطة بها، واستخدمته لقصف أطراف معسكر وادي الضيف قبل تحريره من قبل الثوار نهاية العام الماضي.
الطريق بين أريحا وجسر الشغور
هو نفسه الأتوستراد الدولي اللاذقية حلب حصنته قوات النظام بشكل جيد،وذلك بنشر حواجز على جانبي الطريق بمعدل كل 1 كم حاجز صغير، ونقاط ارتكاز كبيرة مثل حاجز القياسات، و حاجز مدرسة السواقة في بسنقول، وحاجز المعصرة، وحاجز تل حمكي، وحاجز بلدة فريكة، وحاجز معمل السكر بالقرب من مدينة جسر الشغور، حيث وضعت قوات النظام المدافع، وراجمات الصواريخ طويلة المدى لحماية الطريق من جسر الشغور إلى مدينة أريحا، حاول الثوار قطع الطريق عدة مرات لم ينجحوا في ذلك سوى مرتين، ولفترات قصير لم تتجاوز الشهر ثم فتحته قوات النظام بهجوم بري جوي عنيف.
مدينة جسر الشغور
تعد الأكثر تحصينا، وذلك بعدة تراسانات عسكرية، وعشرات الحواجز داخل المدينة، ومن أهم الحواجز (المشفى الوطني جنوب غرب المدينة، وحاجز مدرسة وليد شعبان شمالي المدينة، حاجز المياه من الجهة الشرقية) وتدخل الإمدادات إلى المدينة من الجهة الجنوبية عن طريق سهل الغاب، الذي تسيطر عليه قوات النظام، وبذلك تحمي طريق الإمداد من الساحل إلى مدينة إدلب.
مطار (أبو الظهور)
آخر المطارات في إدلب يقع في ريف إدلب الشرقي، ويحاصره الثوار منذ أكثر من سنتين، وليس له طريق إمداد سوى الإمداد الجوي، حيث أطبق الثوار عليه الحصار في الآونة الأخيرة من خلال تحرير القرى القريبة منه مثل (الحميدية، وتل سلمو) وبالتالي أصبح الثوار على تخوم المطار الذي بات تحت مرمى نيرانهم.
صالح العبدالله – موقع اتحاد الديمقراطيين السوريين