منذ أكثر من عشر سنوات ولا تزال حكومة النّظام السوري وعلى رأسها “بشار الأسد” تقتل وتهجّر المدنيين وتدمّر منازلهم وتصادر ممتلكاتهم بلا رأفة ولا هوادة.
ليس غريباً على رأس النظام وحكومته التي تسيطر على مقدّرات البلاد منذ عدّة عقود أن يضحّي بالشعب السوري بأكمله مقابل البقاء في السلطة وسرقة ما بقي من ثروات البلاد.
لكنّ الغريب أن ترى رأس النّظام الذي قتل وهجّر الأهالي ودمّر البنى التحتية في البلاد، يقدّم نصائح دينية عن المفاهيم والمصطلحات التي تمسّ العقيدة وجوهر الدين.
استقبل رأس النّظام “بشار الأسد” وفداً يضمّ كبار علماء الدين في مناطق سيطرته ممن اعتادوا التطبيل والتزمير له، وراح يحدّثهم عن المفهوم الصحيح لمصطلحي التجديد والإصلاح الديني.
اعتبر رأس النّظام أنّ المفهوم العميق لمصطلح التجديد يعتمد على القدرة على أن الغرف من الدين بشكل أعمق من العلم، انطلاقاً من مبدأ أنّ “القرآن الكريم هو لكل العصور والظروف” متناسياً 11 عاماً من تاريخ سوريا الحديث.
لم يقف رأس النّظام عند ذلك، بل تحدّث أيضاً عن مبدأ الشورى، وأكّد على أهمية العودة إلى تعاليم الدين كما أنزلها الله، والعودة إلى المصدر الأساسي للتشريع وهما القرآن والحديث الشريف، فهل عاد إلى المصدر الأساسي عند اتخاذه القرار بقتل المدنيين واعتقالهم وتدمير منازلهم وتهجيرهم!!!
الجدير ذكره أنّ حرب النّظام السوري على المدنيين العزّل تسببت بمقتل أكثر من نصف مليون مدني، بالإضافة إلى اعتقال مئات الآلاف وتصفيتهم في السجون بشكل ينافي مبادئ حقوق الإنسان ويرقى إلى جرائم حرب وجرائم ضدّ الإنسانية تنافي تعاليم كافة الأديان والمعتقدات.
مقال رأي بقلم: محمد المعري
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع