نشر موقع “إنقاذ الطفولة” اليوم الثلاثاء 9 آذار/مارس تقريراً اطّلع عليه المركز الصحفي السوري وترجمه بتصرف حول معاناة الأطفال السوريين ورؤيتهم لمستقبل البلاد بعد سنوات الحرب الطويلة.
60 بالمئة من سكان #مخيم #فلسطين سوف يخسرون أملاكهم — المخطط التنظيمي الجديد
فبعد عشر سنوات من الحرب، لا تستطيع الغالبية العظمى من أطفال سوريا تخيّل مستقبل بلدهم بحسب تقرير صادر عن منظمة إنقاذ الطفولة، بمعدّل وسطي قال 86 % من الأطفال اللاجئين السوريين الذين شملهم الاستطلاع في كلّ من الأردن ولبنان وتركيا وهولندا أنّهم لا يريدون العودة إلى بلدهم الأم، بينما الأطفال النازحين داخل سوريا فيفضّل واحد من كلّ ثلاثة أطفال العيش في بلد آخر.
يكافح الأطفال الذين فرّوا من منازلهم ليشعروا بالأمان، فقد قال اثنان من كلّ خمسة أطفال ممن شملهم الاستطلاع من قبل المنظمة أنّهم يواجهون التمييز ونقص التعليم ويشعر الكثيرون منهم أنّه ليس لديهم رأي في مستقبلهم.
يصادف الأسبوع المقبل مرور عشر سنوات على اندلاع الاحتجاجات في أنحاء البلاد وتحوّله إلى صراع مميت أدّى إلى مقتل مئات الآلاف وتشريد ملايين الأطفال وعائلاتهم وتدمير الاقتصاد والبنية التحتية في سوريا.
أجرت المنظمة مقابلات مع أكثر من 1900 طفل نازح داخل سوريا وخارجها وخلّص التقرير إلى أنّ 3 بالمائة فقط من الأطفال الذين شملهم الاستطلاع في تركيا و9 بالمائة في الأردن وهولندا و29 بالمائة في لبنان يريدون العودة إلى سوريا.
أما بالنسبة عن أمنياتهم في المستقبل فقد قال 26% أنّهم يتمنون انتهاء العنف في سوريا ويليها التعليم بنسبة 18 بالمائة عند سؤالهم عن امنياتهم.
تعرّض بحسب التقرير 44 بالمائة ممن شملهم الاستطلاع خارج سوريا للتمييز في محيطهم أو في المدرسة، أما في الداخل السوري فقد أفاد 58 بالمائة بأنّهم يتعرضون للتمييز.
وضمن نفس العينة التي شملها الاستطلاع فإنّ 42 بالمائة ممن شملتهم الدراسة لا يذهبون إلى المدرسة مع 31 بالمائة فقط منهم لديهم إمكانية الوصول إلى التعليم في لبنان وأقل من النصف بنسبة 49 بالمائة في الأردن.
اضطرت لارا ذات الـ 7 أعوام للفرار من بلدتها في معرة النعمان في إدلب قبل 3 سنوات وبعد أن نزحت عائلتها عدّة مرات، تعيش الآن في مخيم للنازحين في إدلب وتقول “بعد 10 سنوات، أصبح مستقبلنا كله حرباً، حياتنا في سوريا صعبة، منزلنا دمّر ونعيش الآن في خيمة”.
تضيف لارا “أتمنى أن أعيش في أيّ بلد آخر غير سوريا، في مكان يكون أكثر أماناً ويوجد فيه مدارس وألعاب، فالوضع هنا غير آمن وصوت الكلاب يخيفني، فالخيمة ليست آمنة على الإطلاق”.
أمّا ندى ذات الـ 17 ربيعاً والتي ولدت في سوريا وهي تعاني من إعاقة أثرت على جهازها العصبي وتعيش حالياً في عكار شمال لبنان تقول “حلمي أن أصبح طبيبة، لكن ليس لدي تعليم ولا يوجد أمان ولا يمكنني حتى الذهاب إلى المدرسة، حلمي هو أن أذهب إلى المدرسة وأكون مثل إخوتي”.
أضافت ندى أنّها لا تريد العودة إلى سوريا ولا حتى البقاء في لبنان وقالت “لا يهم أين أذهب، فإذا ذهبنا هنا إلى المدرسة فإنهم يتنمرون علينا ويقولون لنا أنّهم لا يريدوننا بينهم”.
من جهة أخرى رأى 70 بالمائة من الأطفال السوريين في هولندا مستقبلاً إيجابياً وتلقى جميع الأطفال الذين شملهم الاستطلاع تعليماً وذكر أكثر من ثمانية من كلّ عشرة أطفال أنّهم يريدون البقاء هناك لأسباب مختلفة كاللغة والتعليم والفرص الاقتصادية المتاحة.
من جهته قال المدير التنفيذي لمنظمة إنقاذ الأطفال للشرق الأوسط وأوروبا الشرقية جيريمي ستونر “سواء سوريا أو خارجها, لا يزال الأطفال المتضررون من هذا الصراع يكافحون ليشعروا بأنّهم في وطنهم حيث هم, فقد كلّفت هذه الحرب التي استمرت عشر سنوات شباب سوريا طفولتهم, ويجب على العالم ألّا يسمح لها بنهب مستقبلهم” وأضاف “لقد أدّى الصراع الذي طال أمده إلى الخوف والتشاؤم بشأن قدرة الأطفال على بناء حياتهم في بلد مزقته الحرب, فيحتاج الأطفال إلى الشعور بالأمان ويجب أن يشعروا بأنّهم ينتمون إلى المجتمعات التي يعيشون فيها”.
الجدير ذكره أنّ 80 بالمائة من الناس في سوريا كانوا يعيشون تحت خط الفقر قبل التأثير الاقتصادي لأزمة كورونا المستجد، وأظهرت الأرقام الأخيرة أنّ 6.2 مليون طفل في البلاد يعيشون دون طعام.
محمد المعري
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع