رعت المخابرات الأمريكية “السي آي إي ” مشاريع تغيير كاملة للنظام السوري منذعام 1949 ومخططات اغتيال وانقلاب عسكري، ثم أثناء الثورة جندت المخابرات الأمريكية دول الخليج والدول المجاورة ، وأراقت الدماء السورية، جاء هذا في تقرير لموقع رون بول للسلام للكاتب ” Melkulangara Bhadrakumar”، اطلع عليه المركز وترجمه بتصرف مناسب.
اتمتة السجل العقاري هل ستساهم بخسارة الأملاك وتثبيت التزوير؟
يقول الكاتب ميلكولانكارا: هدف الانقلاب لحماية سوريا من المتطرفين والحزب الشيوعي، جاء هذا في كتاب لمايلز جونيور، رئيس محطة وكالة الـ “السي آي إي” ، فقد بدأ أول تدخل أمريكي بالانقلاب ضد شكري القوتلي عام 1949.
العقيد أديب الشيشكلي، نصبته السي آي إيه، كان ” مارقا محبوبا”، دنس المقدسات وقتل وسرق، ليحصل على الدعم الأمريكي.عام 1955 أطيح به، وجهزت أمريكا عام 1956 انقلابا آخر بالتعاون مع المخابرات المركزية لكنها توقفت.
عام 1957 خططت السي آي إيه لانقلاب ثان باسم “ويبون” لمواجهة الشيوعية، وأنفقت 3 ملايين دولار رشوة لضباط الجيش السوري.
في كتاب تراث الرماد عام 2008 لتيم وينز جاء: ” يريد أيزنهاور الترويج لفكرة الجهاد الإسلامي ضد الشيوعية. اقترح دالاس- وزير الخارجية– إنشار سرية تسلم البنادق الأمريكية والمال والمخابرات للملك السعودي سعود، وللملك الأردني حسين، وكميل شمعون رئيس لبنان ونوري سعيد ،رئيس العراق.
إذا لم تستطع الأسلحة شراء الشرق الأوسط فالدولار يبقى سلاحا سريا لأمريكا”.
لكن كشف أمر الخدعة، وطرد 3 ضباط من السي ي ايه، من السفارة الأمريكية بدمشق، وسحبت واشنطن سفيرها، وحرضت تركيا على حشد قواتها ضد سوريا، وكان جهاز ال أم 16 البريطاني يعمل مع السي أي ايه في محاولة الانقلاب تلك. وظهرت التفاصيل عام 2003 بين أوراق دنكان سانديز وزير الدفاع البريطاني، بعد سنوات من موته.
ووفقال لموقع ويكيليكس، موّلت أمريكا بعض المعارضين السوريين في لندن منذ 2006، ونشرت السي آي إيه لتعبئة الجماعات المعارضة، ومعرفة ماذا يحصل وطرق الإمداد.
حسب بيانات من ضباط المخابرات، نقلت السي أي ايه الأسلحة من محطتها في بنغازي (ليبيا) إلى سوريا، في ذلك الوقت تقريبًا. وفقا لما كتب الصحفي الاستقصائي الأمريكي الشهير والكاتب السياسي سيمور هيرش.
أرسلت المملكة العربية السعودية وقطر والإمارات العربية المتحدة الأموال لتجنيد الآلاف من المقاتلين الجهاديين لنشرهم في سوريا.
وقدمت وكالات الاستخبارات الغربية الرئيسية، الدعم السياسي والعسكري واللوجستي للمعارضة السورية المرتبطة بها في سوريا.
انسحبت السعودية من الساحة عام 2017 فقط بعد تحول مد الحرب بفضل التدخل الروسي.
البيان المشترك الذي أصدرته الولايات المتحدة وحلفاؤها في الناتو الأسبوع الماضي، بمايتعلق بإدانة الأسد في الذكرى العاشرة للثورة السورية خيالي.
في الواقع ، هناك دماء سورية في رقبة دول الناتو (بما في ذلك تركيا) وحلفاء الولايات المتحدة في الخليج. دمار هائل تسببت به أمريكا. في تقدير البنك الدولي ، خسر إجمالي تراكمي قدره 226 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي لسوريا بسبب الحرب من عام 2011 إلى عام 2016 وحدها.
دونالد ترامب عزم على سحب القوات الأمريكية من سوريا وإنهاء الحرب مرتين، لكن قادة البنتاغون لم يسمحوا له، ولا يبدو أن بايدن في عجلة من أمره لسحب القوات الأمريكية.
تسهل أمريكا مساعدة الجماعات الكردية بإنشاء جيب مستقل شمال شرق البلاد، ويستاء العرب كونهم تحت حكم الأكراد وقد يتحول لبؤرة لظهور تنظيم الدولة الإسلامية، بالتزامن مع استيلاء تركيا على المحور الكردي لاحتلال مناطق سمال سوريا.
إن الجزء المحزن من البيان المشترك للولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين في اليأس الذي تتسبب به من عدم وجود أمل في نهاية نفق الصراع السوري. المستقبل المنظور.
سياسة الولايات المتحدة في سوريا غامضة. تراوحت بين محاولة منع عودة ظهور داعش ، ومواجهة إيران ، والرد على روسيا ، وتقديم المساعدات الإنسانية ، وحتى حماية إسرائيل ، في حين أن جوهر الأمر هو أن الإدارات الأمريكية المتعاقبة فشلت في صياغة استراتيجية واضحة مع الوجود العسكري الأمريكي في سوريا.
ترجمة: محمد إسماعيل
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع