إلى متى ستتم استعراض العضلات التي تقدمها روسيا عسكرياً في سورياَ والتي أقرب ما تكون فيه للبعد عن العظمة؟
سؤال لطالما راود أذهان السوريين المنهكين من حرب طال أمدها وخصوصاً بعد تقديم دعم عسكري روسي وبمختلف أنواع الأسلحة القديمة والحديثة دون توفير لها وبمشاركة قوات عسكرية على الأرض السورية.
فيما عدى قوة الردع النووية الهائلة وحق النقد في مجلس الأمن، تبدو روسيا بعيدة عن مفهوم الدولة العظمى إذ إن إصرارها على تقدم نفسها يأتي بعد وجهات نظر تطرح تلقائياً على الواقع الحالي وبجدل ملحوظ يثور على الساحة الحالية.
حيث كشفت الأحداث عن مشكلات تعانيها روسيا والذي تعانيه الدول النامية وفي قلب هذا الجدل ما كشفته حادثة سقوط طائرة عسكرية أودت بحياة أكثر من 90 شخصاً غالبيتهم من العسكريين.
في السياق ذاته تواصلت وسائل الإعلام حول سقوط الطائرة والتي أعلن الرئيس الروسي “فلاديمير بوتين” يوم حداد وطني في أعقاب تحطم طائرة عسكرية في البحر الأسود بعد إقلاعها من مطار “سوستشي” جنوب روسيا متوجهة إلى مطار حميميم في مدينة اللاذقية السورية.
ورغم قوة روسية عسكرياً وخشونتها بدأت بعد الحادثة بمراجعة تكنولوجية متأخرة عن الغرب.
ربما ذلك الحادث يحدث لدول عظمى وكبرى اقتصادياً لكن يبدو من الواضح أن الأداء التكنلوجي لهذه الحادثة يذكر الجميع حين قدم الروس حاملة طائرات من خلال هجماتهم ضد سوريا، كانوا فخورين بهذه الحاملة ومع ذلك سقطت طائرتان من على هذه الطائرة
وهذا إن أشار إلى شيء يشير إلى أن الجيش الروسي غير متدرب على استخدام تكتيكات عسكرية متقدمة.
عداك عن كون إنجازات روسيا العسكرية المحققة كانت ضد جورجيا وأوكرانيا والآن في سوريا، ولم تكن تلك الدول لتستطيع أصلاً مواجهة دولة جبارة يفترض أنها تنازع العالم الغربي بأجمعه.
وفي الحال السوري أيضاً الهيمنة والهيبة والتفوق العسكري الكبير ناتج عن فراغ، كون لا أحد أساساً يدافع مع غياب صواريخ مضادة للطائرات.
ليس غريباً أسطولها الجوي المعروف من تركة العهد السوفياتي، والأزمات الاقتصادية المتتالية المسببة للعقوبات ومن قبلها عوامل أخرى لم تسمح بتجديد ما يستدعي ذلك أين تكمن عظمة روسيا في عالم لم يعد بقطبين كما كان في الحرب الباردة؟
وبعد تدخلها في سوريا ماذا سينفعها؟ غير نجاح الرئيس بوتين في إيهام العالم بعظمة روسيا من خلال سياسة الاختلاف التي انتهجها على مدى سنوات ودعم نظام على وشك السقوط.
روسيا اليوم في حداد أذاقت آلامه لآلاف السوريين وستبقى العيون مشدودة إلى البحر الأسود طيلة أيام قادمة أو ربما أسابيع لانتشال جثث ضحايا الطائرة، وستشعل شموع الحزن في بداية العام الجديد بينما السوريون سيحدقون بعيونهم بعيداً في السماء عل أرواح ضحاياهم البريئة تنير لهم مستقبل عام جديد.
المركز الصحفي السوري – بيان الأحمد