لم تكد تمر ساعات على الإعلان الروسي الرسمي، بأن موسكو أعدّت مشروع دستور سوري، وسلمت نسخة منه للمعارضة السورية، للاطلاع وإبداء الرأي، حتى تم تسريب اقتراح في روسيا، في وسائل الإعلام، يوصي بقيام اتحاد كونفيدرالي بين سوريا وروسيا.
ولم يجب الرئيس الروسي بوتين، بعد، على الاقتراح الذي قدّم إليه، بخصوص قيام اتحاد كونفيدرالي بين روسيا وسوريا، تبعاً لما نقلته وسائل إعلام روسية، الأربعاء.
وكان مجموعة من السياسيين والأكاديميين الروس قد تقدموا باقتراح للرئيس فلاديمير بوتين، يوصي بقيام اتحاد كونفيدرالي بين بلاده وسوريا، يجعل من أي حرب على الأخيرة، كما جاء في الخبر، إعلان حرب على الاتحاد الروسي.
يذكر أن الكونفيدرالية اتحاد يحافظ على استقلال الدول المنخرطة فيه، بحيث يكون لكل دولة من دوله سياسة خارجية وداخلية مستقلة، بينما تعمل الكونفيدرالية على إنشاء هيئات سياسية واقتصادية مشتركة بين الأطراف الأعضاء فيها.
وجاء ذلك، بعدما أعلن رئيس الوفد الروسي إلى مؤتمر “أستانا” الثلاثاء، أن بلاده انتهت من إعداد دستور روسي لسوريا، قام خبراء روس بإعداده، كما صرّح في مؤتمر صحافي الثلاثاء.
ويشار إلى أن رئيس النظام السوري بشار الأسد، أنكر أكثر من مرة وجود مثل ذلك الدستور الروسي لسوريا، قاطعاً بأنه لم يعرض عليه أي مسودة من هذا القبيل. في الوقت الذي كان حلفاؤه في إيران يؤكدون وجود مسودة الدستور الروسي السالف وساهموا باقتراح تعديلات جوهرية فيه تغيّر وجه الدولة السورية من مثل إلغاء صفة “العربية” عن اسمها فتصبح الجمهورية السورية، فقط.
وأتى تصريح رئيس الوفد الروسي بوجود دستور أعده قانونيون روس لسوريا، ليكذب ما قاله نظام الأسد في شهر مايو من العام الماضي، عندما أنكر وجوده ونفاه في أكثر من مناسبة.
ولم يعرف ما هي التعديلات التي طرأت على مسودة الدستور الروسي لسوريا، خصوصا أن مسودته القديمة في أواسط عام 2016 كانت تتضمن تغييرا في هوية الدولة، نزولاً عند الضغط الإيراني، من مثل نزع صفة العربية عن اسمها لتصبح “الجمهورية السورية” عوضاً من الجمهورية العربية السورية. وكذلك تضمنت مقترحات مسودة الدستور الروسي لسوريا، عدم الإشارة إلى ديانة رئيس الدولة. وأيضاً تضمنت تغييرات جذرية في إطار العمل البرلماني وتمثيل الشعب السوري، ليتحول معها البرلمان إلى “جمعية المناطق”، كما سبق وورد في النسخة السابقة لمسودة الدستور الروسي التي تسربت إلى وسائل الإعلام عام 2016.
المصدر:العربية