واجهت أوروبا عام 2015 أكبر موجة لجوء، حيث فضّل غالبية اللاجئين الاستقرار في ألمانيا، ليتحول الأمر إلى مثابة اختبار للحكومة الألمانية بزعامة المستشارة أنجيلا ميركل، التي قالت حينها “سننجح”.
فهل بالفعل نجحت ألمانيا على الرغم من الانتقادات التي طالت حكومة المسشتارة ميركل -وخصوصا مع وصول إجمالي أعداد اللاجئين إلى حوالي المليونين- في اجتياز اختبار اللاجئين؟
صحيفة “دويتشه فيله” بنسختها التركية، توجّهت بالسؤال إلى خبراء أتراك مقيمين في ألمانيا للاستفسار فيما إذا نجحت ألمانيا في تعاملها مع ملف اللاجئين أم لا؟ مذكرة بما قالته ميركل بداية استقبالها اللاجئين “ألمانيا دولة قوية، نجحت في الكثير من الأمور، وسننجح في ملف اللاجئين أيضا”.
ولفتت الصحيفة إلى أنّ كلام ميركل حينها تحول إلى عبارة تاريخية، حيث نالت بسبب موقفها الحازم في هذا الصدد احترام ودعم دول أوربية كبرى، إلا أنّها في الوقت نفسه تحولت إلى هدف من قبل البعض من داخل حزبها وكذلك من الأحزاب اليمينية أيضا.
“يشار أيدين” أخصائي الهجرة وأستاذ بكلية هامبورغ البروتستانتية بألمانيا، ذهب إلى أنّ المستشارة ميركل تمكنت من خلال سياستها في فتح الأبواب أمام اللاجئين، من الحيلولة دون وقوع مأساة إنسانية كبرى.
ويقول أيدين في السياق: “مع وجود الأخطاء والنواقص، إلا أنّ ألمانيا نجحت حينها في التعامل مع ملف اللاجئين، وخصوصا إذا ما أخذنا بعين الاعتبار أعداد اللاجئين الذين استقبلتهم مقارنة بالفترة الزمنية القصيرة، ولهذا يمكننا القول إن ألمانيا أكملت المرحلة الأولى من الاختبار بشكل جيّد”.
وذكر يشار بأنّ أعداد اللاجئين الذين بدؤوا بالتدفق إلى ألمانيا مع حلول عام 2015 ازدادت تدريجيا، موضحا بأنّه في عام 2016 بلغ أعداد اللاجئين الذين تقدموا بطلبات لجوء إلى ألمانيا 745 ألفا و545، إلا أنّ هذه الأعداد بدأت بالانخفاض تدريجيا عقب الاتفاقيات التي تمّ التوصل إليها مع تركيا.
وأضاف بأنّ إجمالي أعداد اللاجئين في ألمانيا يبلغ مليون و800 ألف، غالبيتهم سوريون، وآخرون من أفغانستان والعراق وإيران وإريتريا.
ويشكل الذكور 62 بالمئة من اللاجئين، فيما تشكل النساء 38 بالمئة، موضحا بأنّ نسبة من تتراوح أعمارهم بين 16-35 تبلغ حوالي 42 بالمئة، بينما تشكل الفئة التي تتراوح أعمارهم ما بين 35 إلى 65 حوالي 29 بالمئة.
نقلا عن اورينت نت