نبدأ قراءتنا من صحيفة الـ “واشنطن بوست” الأمريكية: ” هل تفجر سوريا جولة جديدة في الحرب؟!”
اشارت صحيفة واشنطن بوست في افتتاحيتها بعنوان “وهم في دمشق: بشار الاسد يعتقد ان سوريا انتصرت في الحرب اللبنانية”، إلى تعدد الأطراف التي اعلنت انتصارها عقب الحرب اللبنانية مضيفة انه في حين انهكت ضربات الحرب قوى كل من إسرائيل وحزب الله، اللذين قاما بالقتال الفعلي، سارعت ايران، على لسان الرئيس الايراني احمدي نجاد في خطابه امام الامم المتحدة الاسبوع الفائت، بالتأكيد على انتصارها في هذه الحرب!! وكذلك، على ما يبدو، فعل الرئيس السوري بشار الاسد، الراعي الآخر لحزب الله.
ولفتت الصحيفة الاميركية الى ‘التهديد الاستراتيجي’ الجديد الذي باتت تشعر به بلدان المنطقة من ايران، والى اعلان مصر انها قد تقترح قريبا ‘برنامجها النووي’، لكن يرجح ايضا في المستقبل القريب ان تفجر سوريا جولة جديدة من الصراع المسلح في المنطقة. وهذا التهديد ينبع من الرفض السوري الصريح لقرار مجلس الامن الذي انهى الحرب (1701)، والذي نص ضمن بنوده على انتشار قوة لحفظ السلام تابعة لمجلس الامن بمحاذاة الحدود الإسرائيلية اللبنانية، وحظر على اي دولة مساعدة حزب الله في اعادة تسليح نفسه.
ونقرأ في صحيفة “وول ستريت جورنال” البريطانية: ضجيج الدبلوماسية وطبول الحرب العالمية الثالثة بالوكالة”.
أثارت التصريحات الأميركية في مجلس الأمن وخارجه، وأمام الجمعية العامة للأمم المتحدة وفي كواليسها، الانتقادات لأسلوب الإدارة الأميركية في التعامل مع بقية دول العالم.
لا بدّ لنا من معرفة كيفية تفكير المسؤولين الأميركيين لندرك ألَّا فرق بين حزب ديمقراطي وجمهوري إلا في السياسة الداخلية. وهذا ما أكده قبل أيام الأمين العام السابق للناتو أنديرس فوغ راسموسن، حين قال إن “للولايات المتحدة دوراً في غاية الأهمية في مسألة الحفاظ على النظام العالمي”.
وأضاف راسموسن في مقال نشرته صحيفة “وول ستريت جورنال” إن العالم يحتاج إلى زعامة الولايات المتحدة، وإلى رئيس أميركي يقود وراءه دول العالم الحر، ويقف بوجه الزعماء الأوتوقراطيين.
بيد أن عقلية “الكاوبوي” على ما يبدو هي التي أصر الأميركيون ويصرون على فرضها في اجتماعات “المجموعة الدولية لدعم سوريا” على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ71.
تتابع الصحيفة، يبدو أن الأمر سيزداد تعقيداً في الأيام المقبلة ما لم تلتزم واشنطن بتعهداتها. وهذا ما أكده نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف، عندما قال إن مقترح وزير الخارجية الأميركي حول حظر الطيران فوق بعض المناطق في سوريا “غير قابل للتطبيق”، لأن هذا قد يشكل غطاء آخر للمسلحين للتوسع أكثر، وخاصة أن واشنطن ستطرح ذلك الأمر على مجلس الأمن الدولي.
وتتساءل صحيفة الـ” غارديان”، هل تشارك بريطانيا بحرب غير قانونية في سوريا؟
تساءل مراسل الشؤون الأمنية في صحيفة “الغارديان”، ومؤلف كتاب “جون الجهادي: صناعة إرهابي” روبرت فيركك، عما إذا كانت بريطانيا تخوض حربا غير قانونية في الشرق الأوسط.
ويقول الكاتب إن مقتل 62 جنديا من جنود النظام السوري في دير الزور يثير أسئلة حول نشاطات بريطانيا داخل سوريا، مشيرا إلى أن الاعتراف المضر بأن بريطانيا اشتركت بـ”القتل الخطأ” للجنود السوريين، كشف الحقيقة، وهي أن بريطانيا انجرت إلى حرب دموية لا منتصر فيها، وربما أعطت رئيس النظام السوري بشار الأسد وحلفاءه أرضية لتقديم اتهامات لبريطانيا بارتكاب جرائم حرب.
ويضيف فيركك، أنه “بناء على دروس تحقيق “تشيلكوت” حول الحرب في العراق، فإنه من الواضح أننا نقوم بتكرار أخطاء الحرب الكارثية هناك، عن غير قصد، مع أن البرلمان عندما صوت في العام الماضي فإنه صادق على عمل عسكري محدد في سوريا، وقيد النواب الغارات الجوية ضد مواقع تنظيم الدولة فقط”.
ويتابع الكاتب قائلا إن “دم معركة نهاية الأسبوع سبق القصف المروع لقافلة المساعدات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة من قوة لم تحدد بعد، (أمريكا وبريطانيا تعتقدان أن روسيا تقف وراء القصف، والأخيرة تنكر)، وقد منح مقتل الجنود السوريين الأسد الفرصة لقلب الطاولة على دول التحالف، واتهام بريطانيا والولايات المتحدة باستهداف قواته بشكل مقصود، وهو اتهام يضع بريطانيا مرة أخرى عرضة لخطر خوضها حربا غير شرعية في الشرق الأوسط”.
المركز الصحفي السوري _ صحف