يتفنن نظام بشار الأسد في إهانة أنصاره وقتلاه وتحقيرهم، فبعد أن عوّض ذوي قتلاه بـ”كبشين” في وقت سابق، قدّم لهم مؤخراً ما هو أرخص بكثير، فيما كانت أبرز حلفائه إيران أكثر إكراماً لمرتزقتها بعد أن قررت منح عائلاتهم جنسيتها.
وتداول نشطاء ومغردون على شبكات التواصل الاجتماعي، صوراً تظهر ذوي قتلى جيش نظام الأسد والملشيات المحلية المتحالفة معه، وهم يلتقطون صوراً تذكارية مع موفدي النظام الذين قدموا لهم “ساعة حائط” كهدية أو ربما تعويض عن فقيدهم.
وتكشف الصور الكثيرة التي تداولها النشطاء وشاركتها صفحات موالية للنظام على فيسبوك، أن الأمر يشكل ظاهرة كبيرة، لا مجرد هدية من مسؤول أمني أو جهة أمنية واحدة، إذ يبدو أنها “أوامر من فوق” لتعويض “ذوي الشهداء” على ما ذكرت إحدى الصفحات المؤيدة.
https://twitter.com/jerrymahers/status/729051101186691072?ref_src=twsrc%5Etfw
وفي نوفمبر/ تشرين الثاني 2013، صدم نظام الأسد الرأي العام السوري بتقديم “كبشين” كتعويض لذوي ضحاياه في محافظة السويداء، وهو ما لاقى جدلاً واسعاً على شبكات التواصل بحينها، حيث اعتبره كثيرون إهانة مرفوضة من نظام الأسد.
على أن إيران، كانت أكثر سخاءً مع ذوي مرتزقتها الذين أقنعتهم بإغراءات المال، وهم من فقراء لاجئي باكستان وأذربيجان وأفغانستان لديها، حيث وافق مجلس الشورى مؤخراً على منحهم الجنسية.
وقالت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية، مطلع الشهر الجاري: إن “مجلس الشورى الإسلامي صادق على مشروع قرار يسمح للحكومة الإيرانية بمنح الجنسية لزوجة وأبناء ووالدي “الشهداء” غير الإيرانيين الذين استشهدوا خلال الحرب التي فرضها نظام صدام ضد الجمهورية”، مضيفة أن “القرار يشمل “الشهداء” الذين استشهدوا بعد الحرب العراقية الإيرانية الذين كلفتهم المؤسسات المسؤولة تنفيذ مهمات معينة”، ما يعني أن هذا القانون يسري أيضاً على “المتطوعين” الأفغان والباكستانيين الذين يقاتلون في سوريا فصائل المعارضة.
وبطريقة لا تخلو من التراجيديا، استعاد النشطاء ورواد شبكات التواصل تساؤلاً طرحته زوجة رئيس النظام أسماء الأسد في خطابها الأخير خلال “الأولمبياد العلمي السوري” الشهر الماضي، قالت فيه: “وين كنا ووين صرنا”، في إشارة منها إلى “تقدم” لاحظته في مجال التعليم ببلادها خلال خمس سنوات حرب.
وقال النشطاء وهم يرون “تعويضات” الأسد “الكريمة” وهي تهبط على ذوي “أكرم من في الدنيا”: “عنجد وين كنّا ووين صرنا!”.
الخليج اونلاين