هزت مشاهد الطفل السوري الغريق إيلان كردي الذي رفضته أوربا وحضنه البحر ليلفظه على شواطئه في تركيا مشاعر العالم، لكن هل استطاع العالم فعل أي شيء لإيلان وهل أوقف مأساة الحرب في سوريا لمنع تكرار مثل هذه الحوادث؟
بالتأكيد لم تتوقف هذه المشاهد عند إيلان كردي فقط، ففي مشهد آخر لا يقل ألما عن سابقيه، الطفل السوري “عبد المعين الحسن” أحد المهجرين مع عائلته من مدينة حمص، لم تكن مرارة التهجير وقساوة المعاناة التي أنهكت جسده الضعيف الطري هي وحدها من رافقته، بل تعدى الألم ذلك إلى معاناة تحولت إلى إعاقة بل إلى أكثر من إعاقة.
لغم أرضي لا يميز بين الطفل الصغير و الشيخ الكبير أو بين امراة أو عجوز، هذا اللغم سرق من عبد المعين نظره وجعله فاقدا للبصر بعد إجراء عدة عمليات له أنهكت هي الأخرى ما تبقى من جسده الذي لم يعد يحتمل أكثر من ذلك.
(صورة للطفل عبد المعين بعد إصابته)
في حديثه للمركز الصحفي السوري “عبد الكريم الحسن” والد الطفل قال: “نحن خرجنا من ريف حمص الشمالي بحملة التهجير الأخيرة إلى إدلب، ثم إلى ريف عفرين، وهنا كان عبد المعين يلعب فانفجر به لغم أرضي موضوع تحت قطع الحطب، وأدى الانفجار إلى إصابة عبد المعين في وجهه ومختلف أنحاء جسده، وتم نقله إلى مشفى كلس في تركيا لخطورة وضعه”.
شريط الفيديو
وأظهر شريط فيديو الطفل عبد المعين مع والده في أحد غرف المعاينة في مشفى كلس التركية وهو يصرخ ويتألم وصوت بكائه يشهد على كبر ألمه
“بابا بابا بدي اطلع لبرا …..بابا عيوني عيوني …..” كلمات صرخ بها عبد المعين أدمعت قلب والده الذي بدى متماسكا محاولا التخفيف عن فلذة كبده، في حين يخفي آلاما لا تقاس في جوفه وهو عاجز عن فعل أي شيئ أخر، فهو يحتاج إلى إجراء عملية زرع قرنية للطفل ليتمكن من الرؤية مجددا وهذه العمليه مكلفة للغاية فالمبلغ “2700” دولار أمريكي ليس رقما بسيطا بالنسبة للمهجرين السوريين.
لذا يقف الأب عاجزا عن تأمين المبلغ خاصة بعد تهجيرهم قسريا على أيدي نظام الأسد.
وبعد دعوات عبر وسائل التواصل تم فيهاطلب المساعدة للطفل، يقول والد الطفل “أن فريق ملهم التطوعي تواصل معه وسيزور الطفل اليوم في مشفى كلس”.
وقد أعلن فريق ملهم تكفله بالعملية المقررة عبر منشور على صفحتهم الرسمية على فيسبوك.
سيناريوهات تعاد بشكل دوري فمشهد الطفل عمران لا يغيب عن أعيننا حين نظر مذهولا مصدوما والدماء والغبار تغطي وجهه البريء دون أن تذرف عينيه دمعة وهو يتلقى العلاج، بعد أن تعرض منزله في حي القاطرجي بحلب لغارة جوية من طائرات النظام.

(صورة للطفل عمران دقنيش وهو على مقعد الإسعاف)
وكذلك الطفل “عبد طعان الصطوف” صاحب المقولة المؤلمة “بابا شيلني…شيلني يا بابا” التي هزت العالم والتي ظهر بها الطفل مقطوع الرجلين جراء استهداف مخيم يقطنه ببلدة الهبيط بريف إدلب ببرميل متفجر بعد نزوحه من مسقط رأسه في ريف حماة، والذي بقي في ساحة الموت لا يمكنه حتى الهرب من ذلك الرعب.
مسلسل التهجير مستمر على يد النظام وحلفائه وبرعاية أممية، وعبد المعين وإيلان وعمران وعبد ليسوا أول حالة يراها العالم، فكثير من الأطفال السوريين تعرضوا لحالات كثيرة مؤلمة وموجعة، وتتكرر في كل يوم في ظل الحرب الدامية القاسية والظالمة.
وما زالت سوريا تذرف دم أطفالها وأبنائها ضحية مصالح العالم وأطماعه وضحية نظام كان القتل والتهجير والدمار من أبشع جرائمه.
المركز الصحفي السوري _ إبراهيم الإسماعيل