من المؤكد أن من يلعب بالنار سيتأثر بلهيبها، فبعد وشاح السواد في روسيا المفروض في يوم الحداد على قتلى حادث الطائرة العسكرية الذي أودى بحياة أكثر من 90 شخصاَ خيم الخوف على المشهد العام للبلاد المنخرطة في أكثر من صراع خارج حدودها.
حيث تجاوزت تلك المخاوف أروقة مقرات الأمن والاستخبارات وانتقلت للتوسع في شوارع موسكو، فقد بلغت الأمور حد اختلاط الوهم بالحقيقة المؤلمة التي لابد للشعب من أن ينال قسماً منها بعد سياسة رئيسها الخارجية تجاه تدخله في عدة ساحات خارجية على رأسها سوريا وبالأخص مدينة حلب الذي حولها طيرانه وأسلحته لمحرقة شاملة لكل مراحل الحياة فيها وإلى حقل تجارب للأسلحة التي أثبتت لهم تقوق عضلاتهم من جانب كتل الحديد والنار الملتهبة.
ها هي الحياة تتعطل في موسكو وفي القلب تحديداً إثر بلاغات من مجهول بوجود قنابل في ثلاث محطات للقطارات، ومن المفروغ منه إجلاء الأشخاص الذي بلغ عددهم ثلاثة ألاف من المناطق القريبة، عداك عن توجه الخبراء وبالأخص خبراء المتفرقعات بكلابهم لمسح المنطقة وسط حالة من الخوف والهلع الشديدين ليتبين لاحقاً أن تلك البلاغات كانت كاذبة.
رغم مرور التهديدات بسلام إلا أن ذلك لا يمنع أن تكون في المرات القادمة قاتلة ومن استعدادات أمنية مكثفة وعالية لتوقع موسكو مثل تلك التهديدات نتيجة ارتدادات متوقعة بعد سلسلة الانتهاكات اللا إنسانية ضد الأبرياء من المدنيين في سوريا.
وبات على الروس دفع فاتورة أمنية مرتفعة وبدرجة كبيرة، مع تزايد خشونة سياسة الرئيس “بوتين” التي جمعت جبهة كبيرة من الأعداء وكل هذه الأعداء في مرحلة ما ستحاول أن ترد الصاع صاعين، فمع استخدامه لما يسمى “القبضة الحديدية” لحل المشاكل والتحديات التي يواجها بحلول أمنية قصيرة قد تشعل مستقبلاً قنابل موقوتة قد تنفجر في أي لحظة.
ويأتي السؤال السريع والحاضر بقوة ماذا عسى لدولة عظمى أن تفعل مع هذه التهديدات في ظل انخراطها في عدد من النزاعات الدولية؟
بالطبع لابد لموسكو بأن تعيد النظر فهي اليوم تعمل بنفس الطريقة التي عمل بها الاتحاد الروسي وإيران، حيث تقوم على اقتطاع من كل جوانب التنمية في الداخل وصب الميزانية الكبرى والتوجه الكبير باتجاه الحل العسكري والقضايا العسكرية رغم فشله.
ومع حرب الأعصاب التي ترافق الأفراد في موسكو تظهر تمنيهم كما يشيع المثل لديهم (الخبز على الطاولة) الذي يترجم لديهم بأنه أفضل من انتصار في حلب وتحديث للطائرات أهم من إرسالها لقاعدة حميميم.
المركز الصحفي السوري – بيان الأحمد