بعد الكارثة الإنسانية والأخلاقية التي تورط فيها حزب الله اللبناني، بحصاره لـ40 ألف مدني سوري في بلدة مضايا بريف دمشق، والحملة التي تعرض لها، اضطر الحزب إلى تبرير موقفه في بيان أصدره مساء الخميس.
وعلى الرغم من إطباق مليشيا الحزب الحصار على “مضايا” منذ قرابة سبعة أشهر ودفعه الناس لأكل الشجر والقمامة، اعتبر الحزب في بيانه أنّ الحديث عن تجويع المدنيين في مضايا بسبب الحصار الذي ينفذه هو “حملة مبرمجة بهدف تشويه صورة المقاومة”.
وحمل حزب الله أهالي البلدة والثوار منهم المسؤولية عن الحصار، قائلا إنّ “الجماعات المسلحة التي تتخذ من مضايا رهينة لها، ولداعمي المسلحين من جهات خارجية”، هي من يتحمل مسؤولية ما يجري في البلدة”.
وتشهد بلدة “مضايا” الخاضعة لسيطرة المعارضة السورية، منذ 7 أشهر حصارا خانقا، منعت خلاله قوات النظام ومليشيا حزب الله دخول كافة أنواع المساعدات الإنسانية، الأمر الذي تسبب في ارتفاع جنوني للأسعار، حيث بلغ سعر كيلو الأرز في البلدة ما يعادل 115 دولارا.
واضطر الأهالي في “مضايا”، إلى غلي الأعشاب وأكلها وجمع الطعام من بقايا القمامة، بحسب مشاهد مصورة نشرها ناشطون على صفحاتهم في مواقع التواصل الاجتماعي.
وعدّ الحزب في بيانه أن بعض المواد الغذائية التي دخلت في 18 تشرين الأول/ أكتوبر من العام الماضي إلى ثلاث بلدات هن مضايا وسرغايا وبقين، كانت تكفي لأشهر عدة.
وعلى الرغم من الانتشار الواسع لأخبار الأوضاع المأساوية، وتوثيق نشطاء عشرات الوفيات بسبب الجوع، نفي الحزب وجود حالات وفاة في البلدة نتيجة الجوع، وزعم أيضا أن عدد سكان المدينة 23 ألفا لا 40.
وقال إن “الجماعات المسلحة الإرهابية (تستخدم) السكان الذين لا يتجاوز عددهم 23 الف نسمة كدروع بشرية، وورقة سياسية يستغلونها الآن في حملة إعلامية كاذبة مثيلة بسابقاتها في مناطق أخرى، ولا صحة للأخبار التي تدعي وجود حالات وفاة” في البلدة.
واتهم “حزب الله” قادة من أسماهم “الجماعات المسلحة” بمنع خروج الأهالي، بينما ادعى البيان وجود مفاوضات لتسليم 300 مسلحا أنفسهم إلى السلطات والخروج من مضايا مقابل رفض مسلحين آخرين للموضوع بسبب قرار سياسي خارجي.
إدانات عربية واسعة
وكان الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، علي محيي الدين القره داغي، وجه مساء الخميس، رسالة مفتوحة إلى جميع رؤساء الدول والمنظمات الأممية، للتحرك السريع لدعم بلدة “مضايا” في ريف دمشق الغربي السورية، المحاصرة منذ أشهر.
كما أدان عدد من القادة السياسيين اللبنانيين، الحصار الذي تفرضه قوات النظام السوري، على بلدة مضايا، بريف دمشق، في وقت وصف فيه أحدهم هذا الأمر بـ”التجويع الممنهج” من قبل النظام.
وقال الزعيم الدرزي، وليد جنبلاط، إن “ما يحصل في مضايا والزبداني السوريتين، يتناقض مع كل المبادرات الدولية والعربية للتوصل إلى حل سياسي في البلاد”.
من جهته، نشر سمير جعجع، رئيس حزب “القوات اللبنانية” المنضوي ضمن تحالف “14 آذار” المؤيد للثورة السورية، صورة على حسابه الرسمي في موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” تُظهر أطفالا، قال إنهم من مضايا، وقد أصابهم الهزال الشديد نتيجة الجوع، بالإضافة إلى طفلة تحمل ورقة تشكو فيها من الجوع.
وقال رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة، ورئيس الكتلة البرلمانية لتيار “المستقبل” الذي يقود تحالف “14 آذار”، إن “ما شهده اللبنانيون خلال الـ24 ساعة الماضية من الجريمة النكراء التي تؤرق الرأي العام، هي الجريمة التي تستهدف البلدة السورية مضايا عبر الحصار الذي يتم”.
ووصف السنيورة ما يحصل بـ”جرائم ضد الإنسانية”، معتبرا أن “حصار مضايا، وصمة عار على كل من يشارك فيه، وعلى كل من يصمت عن هذه الجريمة التي لن تمحوها أي تبريرات سياسية أو عسكرية
أو إعلامية”.
كما تفاعل العديد من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي مع القضية.
عربي 21