بدت التناقضات جليةً في موقف السفير الأمريكي السابق في دمشق “روبرت فورد”، حيث وبعد أن كان يطلق عليه “عراب المقاتلين المعتدلين”، ولم ينفك عن المطالبة بتسليحهم والدفاع عنهم، خرج اليوم ليصرح بآراء متناقضة تماماً مع مواقفه السابقة، حيث أفاد السفير اليوم بالقول: «علينا أن نتعامل مع الواقع كما هو… الناس (الثوار المعتدلون) الذين دعمناهم لم يكونوا أقوياء بما يكفي للسيطرة على الأرض ضد جبهة النصرة، لذا ومن دون قيادة مركزية قوية أو حتى اتفاق بين اللاعبين الإقليميين على أن جبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة هي عدو، لن يكون لدى المعتدلين سوى فرصة صغيرة في أن يصبحوا قوة قادرة على البقاء، سواء ضد الرئيس السوري بشار الأسد أو ضد المتطرفين».
كما صرح روبرت لموقع «ماكلاتشي دي سي» الإخباري، عن سبب تغيير موقفه إتجاه الثوار المعتدلين ووصفهم بأنهم “«مفككون وغير جديرين بالثقة لكونهم يتعاونون مع الجهاديين».
وأضاف السفير قائلاً: إن «جزءاً من المشكلة هو أن الكثير من الثوار، ومن يديرونهم في تركيا وقطر، أصروا على أن جبهة النصرة هي وليدة بيئة محلية وأنها قوة سورية معادية للأسد، في حين أنها في الواقع تابعة لتنظيم القاعدة وأيديولوجيتها لا تختلف عن تلك التي يتبنّاها تنظيم الدولة الإسلامية، والجزء الثاني من المشكلة هو أن بعضاً من معدّاتنا سرّبت لهؤلاء (النصرة)».
كما قدر فورد عدد هؤلاء «الثوار المعتدلين» الآن بأقل من 20 ألف مقاتل، قائلاً إنّهم غير قادرين على المهاجمة، وحالياً، هم «يخوضون في أغلب الأحيان معارك دفاعية».