استذكر طبيب سوري، أمس السبت 24 نيسان/أبريل، ما عاشه وعاناه في معتقلات النظام السوري قبل سنوات عديدة.
نشر طبيب الأسنان السوري “محمد ترك” على حسابه الشخصي في “فيسبوك” صورة قال إنّها لرسالة كتبها لأهله منذ أكثر من 9 سنوات، عندما كان معتقلاً في فرع الأمن العسكري سرية المداهمة في دمشق (الفرع 215).
تحدّث ترك عن تجربته في ذلك المعتقل وكيف حاول أن يتناسى حياته فوق سطح الأرض خارج المعتقل، في محاولة منه للتعايش مع وضعه الجديد، وفي محاولة البقاء على قيد الحياة هناك.
حاول ترك أيضاً أن يتناسى أهله وذويه, لأن الأهل في معتقلات النظام السوري يصبحون وسيلة للضغط على السجناء والموقوفين للاعتراف بما يريده السجان، عن طريق الضغط على الموقوفين بأهلهم وذويهم.
لم تكن رسالة ترك مجرّد رسالة, بل كانت متنفّساً عبّر من خلاله عمّا يعانيه وعمّا يعيشه من قهر وتعذيب وتجويع ممنهج في ذلك المعتقل البعيد عن سمات الإنسانية, فلجأ الطبيب بحنكته لعبارات أراد أن يوصل فيها رسالته لأهله وذويه, فقال فيها “صاير عم اكره السمبوسك كتير وما عم اكلو” في إشارة منه أنّه لا يأكل أبداً في ذلك المكان, وعبارة “مبسوط متل وقت قضيت رمضان ب ليبيا وانتو بسوريا” للإشارة إلى سوء حاله وسوء ما يعانيه.
اختتم ترك تلك الرسالة بحروف مشفّرة كان قد ابتدعها مع أخته لربط حروف الهجاء العربية بإشارات ورموز توحي إليها ولا يفهمها سواهما وكانت الرموز التي كتبها حينها تشير لعبارة “تعبان رح موت” لتبدأ بعدها رحلة ذويه بالعمل على إخراجه من براثن الموت تلك.
نقل ترك من الفرع 215 إلى سجن دمشق المركزي، وبعدها بعدّة أشهر خرج من المعتقل حراً طليقاً أبصر النّور بعد أن أوشك على نسيانه للأبد, وتبقى قصتّه واحدة من قصص عشرات آلاف القصص التي لم يستطع أصحابها أن يبصروا النور، ولا زالوا في معتقلات النّظام المظلمة بلا ذنب أو تهمة تدينهم.
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع