المركز الصحفي السوري – إسماعيل العواد.
تعتبر مدينة بصرى الشام من المدن الإستراتيجية في تاريخ وآثار سورية , وكان الفضل في بناء مدينة بصرى الشام في مكانها هذا يعود لوجود نبع الجهير في المنطقة ,وكانت بصرى العاصمة الثانية للأنباط بعد مدينة البتراء التي كانت عاصمتهم الاولى , ثم أصبحت العاصمة للولاية العربية في العصر الروماني عام ستة عشر للميلاد , و كانت مدينة مهمة و مزدهرة في العصر البيزنطي أيضا , كما كانت مدينة بصرى ملتقى للقوافل التجارية وسوق تجاري , وكان قد زارها الرسول محمد مرتين , وتم فتحها على يد خالد بن الوليد في العام الثالث عشر للهجرة , لتصبح مدينة مهمة في العصر الإسلامي , وفي العصر الأموي لقيت مدينة بصرى الشام أهمية كبيرة في حين فقدت شيئا من ذلك في العصر العباسي إذ نقلت العاصمة إلى بغداد , لتعود وتستعيد رونقها و أهميتها في العصر السلجوقي والعهد الأيوبي , وفي العهد العثماني فقد الأمان في سهل حوران ما أدى إلى تراجع أهمية المدينة .

وفي حديث للدكتور أنس المقداد الرئيس السابق لقسم الآثار في جامعة حلب والباحث في مركز البحوث الفرنسي للآثار في جامعة السور بون , أكد قيام قوات النظام السوري والمليشيات المتحالفة معه بسرقة القطع الأثرية التي كانت موجودة في المتحف الواقع بأحد أبراج القلعة الرومانية , والتي كان معظمها مكون من الأحجار البازلتية و الرخام و القطع الذهبية و النقود القديمة العائدة للعصور الرومانية و البيزنطية و النبطية , حيث تم إيجاد هذه التحف من خلال الحفريات الأثرية في بصرى الشام و المدن و القرى المجاورة , وفي محافظة القنيطرة أيضاً .
و نوّه المقداد إلى أن متحف بصرى الشام يمثل تاريخ جنوب سوريا ككل , وأن النظام ما قام بفعلته هذه إلا ليطمس التاريخ ويدمر حضارة هذه المنطقة .
و أشار المقداد إلى وجود صور و وثائق للقطع الأثرية تؤكد ملكيّة متحف بصرى الشام لها , و أكّد على نيته وبعض المهتمين بهذا الشأن بتشكيل كوادر مختصة لمعرفة مصير الآثار و إعادتها إلى المتحف .
و نوّه المقداد إلى وجود آثار في هذه المدينة لم يتم التنقيب عنها بعد , على الرّغم من محاولات بعض ضعاف النّفوس إيجادها وتهريبها خارج سوريا على حدّ تعبيره.
وفي حديث خاص أفادنا علي أبو عبيد قائد لواء الشهيد أحمد الخلف بأن فصائل الجبهة الجنوبية أعدّت خطةً متكاملة لحماية ما تبقى من آثار بصرى الشام , من خلال تجهيز كوادر مختصة تتبع لها سلطة عسكرية مخولة بمنع أي جهة كانت من محاولة التنقيب والبحث عن الآثار لحين وجود الخبرات التي بإمكانها العثور على الآثار دون إلحاق الضرر بها , لتكون هذه الآثار صورة جديدة لسوريا جديدة .
يُذكر أن مدينة بصرى الشام عانت من تخريب بعض أمكنتها التاريخية نتيجة القصف الجنوني الذي قامت به قوات النظام بعد أن سيطرت فصائل الجيش الحر عليها , وكان قد تم تدمير سرير بنت الملك و أجزاء من جامع مبرك الناقة و المدرج الروماني و الكنيسة الكاتدرائية.
المركز الصحفي السوري – إسماعيل العواد.