العالم كله يعيش على وقع الأحداث الملتهبة في الشرق الأوسط من نيويورك إلى موسكو مروراً بباريس ولندن، والعالم كله يعيش في قلق من تطور الأحداث في سورية والعراق واليمن، والعالم كله يتخبط في خلط الأوراق بعيداً عن الأسباب الحقيقية التي تدفع هذا العالم إلى شفير الهاوية، والحل ببساطة شديدة يتلخص في أربعة أمور إذا ما عمل هذا العالم مجتمعاً على حلها فلن يكون هناك أي قلق يمكن أن يعكر الأمن والسلام في هذا العالم، ولن يكون هناك إرهاب أو تطرف يضرب هنا وهناك.
صدع العالم أسماعنا بالإرهاب، وجيش الجيوش لمحاربته، والإرهاب نتيجة حتمية لتجاهل هذا العالم لحل هذه المعضلات الأربع التي تتلخص في:
-القضية الفلسطينية ورفع الحيف والظلم الذي وقع على الفلسطينيين.
-الأنظمة الديكتاتورية التي غرس نبتتها الغرب في المنطقة.
-أجندة إيران الفارسية ومحاولةهيمنتها على المنطقة.
-محاربة الجماعات الإسلامية المعتدلة وحرمانها من حقها الطبيعي في تحقيق أمانيها وأحلامها كباقي التنظيمات العلمانية والليبرالية والقومية والاشتراكية والدينية التي لا تتمتع بعشر ما تتمتع به الحركات الإسلامية المعتدلة من قاعدة شعبية، والدليل واضح بيّن: (نجاح جبهة الإنقاذ في الجزائر في تسعينيات القرن الماضي، ووصول حزب الحرية والعدالة إلى الحكم في تركيا، ووصول حركة النهضة في تونس إلى الحكم، ووصول جماعة الإخوان في مصر إلى الحكم)، وكل هذه الأحزاب والحركات هي إسلامية معتدلة لا تقر لا التطرف ولا الغلو ولا احتكار الرأي ولا تعمل على إقصاء أحد.
هذه المعضلات الأربع التي أتينا على ذكرها إذا ما وجد العالم طريقاً لحلها فسينعم العالم بالأمن والأمان، وستجفف منابع الإرهاب والتطرف ولن يكون لها أي مسبب لوجودها ونموها، والتي ستفقد الحاضنة الشعبية التي تلتف حولها وتؤيدها وتدفع بالشباب البريء ليكونوا ضحايا لأفكارها المتشددة التي لا تقرها شرائع السماء ولا قوانين الأرض.
محمد فاروق الإمام – مركز الشرق العربي