في علاج ثوري يعد بتغيير مجرى حياة المصابين، توصل أطباء في مسشفى بريطاني إلى طريقة علاج ضحايا الجلطات خلال الساعات الأولى من حدوثها.
بلقيس دارغوث: لمن اختبر الامر أو شهد شخصا يتعرض لهذه الجلطة الدماغية، فإن المتعارف عليه أن يفقد المصاب وعيه ويفقد القدرة على النطق وتحريك أطرافه. وقال خبراء من مستشفى “ساينت جورج” بلندن إن تطبيق العلاج خلال ساعات من الجلطة يشكل الفرق بين الشفاء الكامل والإصابة البالغة وأحيانا الموت.
وكانت أول مريضة فتاة عمرها 17 عاما، تلقت العلاج في مستشفى سانت جورج بعدما هرع بها أهلها للطوارئ ليلا. وعندما فشلت العلاجات المعتمدة عادة، أجرى الأطباء عملية قسطرة لاصطياد الجلطات التي كانت تهدد حياتها.
وقال أخصائي الأعصاب باهافي باتيل إن الفتاة فقدت التحكم بجانبها الأيمن، وبمجرد ما أخرج الأطباء سلك العملية انتهى الأمر وتمكنت من الكلام وتحريك يدها وساقها لتعود إلى منزلها في اليوم التالي. واعتبر الدكتور جون ليون إن هذا العلاج يعيد للمرضى حياتهم الطبيعية في لحظة قريبة جدا من الموت أو العجز الأبدي.
طريقة عمل التقنية
تدعى العملية ” mechanical thrombectomy” وهي مخصصة لمن تعرضوا لجلطات بمنتهى الخطورة بما فيها المرضى الذين لا يستجيبون للعلاجات المضادة. واعتمدت المستشفى هذه الطريقة في العلاج العام الماضي بعد أبحاث طبية كشفت أن تطبيقها يزيد فرص بقاء المرضى على قيد الحياة بمرتين. ويتم حاليا توجيه المصابين بالجلطات الخطيرة إلى المستشفى المذكور لإنقاذ الدماغ بهذه العملية.
ويتم إدخال سلك أرفع من الشعرة الواحدة عبر أعلى الفخذ وصولا إلى الدماغ ليتم إزالة الجلطة إما بالشفط أو بسحبها من خلال الأوردة. وأوضح خبراء لصحيفة “ايفنينغ ستاندرد” اللندنية إن العلاج ينجح إذا ما تم إجراء العملية خلال 5 ساعات من حدوث الجلطة وبانهم نجحوا في علاج رجل يبلغ من العمر 90 عاما.
وتعالج مستشفى سانت جورج 1200 مريضا بالجلطة سنويا وأنقذت نحو 400 شخصا خلال السنوات الثلاثة الفائتة. وتشير الدراسات إلى أن المريض قادر على ممارسة حياته الطبيعة بعد 90 يوما فقط من العلاج.
إيلاف