تطورت تبعات الخلاف الذي نشب بين رستم غزالي رئيس شعبة الأمن السياسي، واللواء رفيق شحادة رئيس المخابرات العسكرية في نظام بشار الأسد. وانتشرت تفاصيل الخلاف بين الجانبين على وسائل الإعلام بكثرة، والذي عكس مدى التناحر بين الفروع الأمنية لقوات النظام التي تتصارع على النفوذ في المناطق التي ما يزال نظام الأسد يسيطر عليها.
وفي تطور ملفت أقال رأس النظام بشار الأسد شحادة من منصبه، بحسب ما ذكرته مواقع مؤيدة لنظام الأسد على شبكة الانترنت، كما أكدت مصادر لبنانية قريبة من الأسد أن الأخير أقال شحادة جراء الخلاف الحاصل بينه وبين غزالي.
وأضافت المصادر ومن بينها موقع “الحدث نيوز” و”سيريا ستيبس” المؤيدان للنظام، أن الأسد عين محمد محلاً مكان شحادة، فيما تضاربت الأنباء حول قرار إقالة غزالة أو بقائه في منصبه حتى الآن، على الرغم من تواجده في مستشفى الشامي بدمشق وهو بحالة صحية سيئة.
واللواء شحادة الذي أقاله الأسد يعتبر من المقربين للنظام، وكان الحارس الشخصي الأبرز لحافظ الأسد والد بشار، وخدم أيضاً في قوات الحرس الجمهوري، وترأس فيما بعد شعبة الأمن السياسي فرع مدينة دمشق، لينتقل بعدها إلى قيادة شعبة الاستخبارات العسكرية ويتسلم أحد أقوى فروعها وهو “فرع الضباط 293″، ويتحدث المقربون منه عن صلابته الشديدة.
وتأتي إقالة الأسد للواء شحادة، في وقت تؤكد فيه مصادر لبنانية قريبة من النظام نقلاً عن أكثر من بعثة طبية لبنانية أشرفت على الحالة الصحية لـ غزالي، أن الأخير على شفير الموت كونه في موت سريري. ويعتبر غزالي بمثابة “مكمن أسرار” بشار الأسد.
وكانت صحيفة “الوطن” السعودية قالت في وقت سابق نقلاً عن مصادرها أن نظام الأسد يسعى للتخلص من كل الشهود والمخططين والمشاركين في اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري، وذكرّت بتصفية عماد مغنية أحد مسؤولي “حزب الله” في تفجير بسورية، واللواء جامع جامع، المعروف أيضاً بارتباطه أو تورطه في ملف اغتيال الحريري.
وتؤكد المصادر اللبنانية أن غزالي أعطي حقنة في عموده الفقري مضمونها سائل يحوي “فيروس” يعرف باسم “Guillain – Barre”، الذي يصيب النخاع الشوكي داخل العمود الفقري ويؤدّي الى شلل كامل في الجسم بما في ذلك عضلات التنفّس. وقد يتسبّب في غيبوبة للمريض وهو على نوعين. واحتمالات الشفاء منه ضئيلة جداً وحتّى لو تمّ هذا الشفاء فإنّه يترك تداعيات على حركة الجسم الذي يبقى مشلولاً كليّاً وبالتالي عدم القدرة على التنفّس إلاّ اصطناعياً أمّا الأكل فيكون بواسطة المصل وأنبوب تمر منه السوائل مباشرة الى المعدة.
وتعدد الروايات حول أصل الخلاف بين غزالي وشحادة، لكن الرواية التي أكدتها المصادر اللبنانية القريبة من غزالي، أن الأخير احتج على توقيف شحادة اثنين من أبناء شقيق غزالي بتهمة تعاملهما التجاري بالمحروقات مع أطراف المعارضة في الاتجاهين، وهذا في نظر شحادة يسيء الى النظام ويعتبر خروجاً على السياسة الصّارمة المرسومة من بشار الأسد شخصياً.
وأضافت المصادر أن غزالي احتج على هذا التدبير واتصل بشحادة وتبادلا حديثاً ملؤه الشتائم المتبادلة، وهدّد غزالي بأنّه سينتقم لابني شقيقه من أبناء شحادة ذاته. وعلى الفور توجه غزالي إلى مقر الاستخبارات العسكرية حيث كان شحادة قد هيّأ له مكمناً بدأ بتعرّضه للاعتداء بالضرب ثمّ نقله الى المستشفى.
المصدر: السورية نت