كلف بقاء بشار الاسد في سدة الحكم الشعب السوري نصف مليون قتيل وثلاثة أضعافهم في السجون وعشرة أضعافهم مشردين، وازال مدنا بأكملها من الوجود وبكل دقيقة تمر على سورية يكون فيها حكاية دمار جديدة، خمسة اعوام تقريبا عدت والشعب السوري يدفع دمه ثمنا لبقاء بشار بالحكم سواء أكان من المؤيدين للنظام او المعارضين، من راهن على وجود بشار مات او سوف يموت وكذلك من راهن على نهايته.
حكاية وجود بشار بالحكم حكاية تجاوزت العقل والضمير والدين والانسانية، وصنعت اسطورة للبقاء بالحكم، كتلك الاساطير التي يتحول بها الانسان الى كائن وحشي غريب يلتهم البشر والحجر، ويدوس بأرجله الضخمة على المنازل، لا يمكن تفسير وجود بشار الاسد بالحكم الى الآن الا من خلال قصة تنزعها من جوف اسطورة، فثمن وجوده غال جدا، فهل غلاؤه نتيجة رخص الشعب السوري عند نفسه والعالم، لا اعتقد الامر كذلك، فشعب يقاتل البراميل المتفجرة بالرياح وأجساده لا اعتقد انه رخيص.
العالم ايضا دفع الشيء الكثير ثمنا لوجود بشار بالحكم، يكفي العالم من خسارة وجود داعش ودولته التي يصفها بانها باقية وتتمدد، فداعش الدولة لم يكن لها ارض او اقتصاد او شعب لولا وجود بشار الاسد، هذا الرجل كلف العالم الكثير من المال والدماء والسياسات، وجعل سورية نموذجا لحكم الشر الذي يسعى شياطين البشر على تعميمه بأكثر من بلد..
بعد هذه الاعوام الكئيبة والحزينة التي مرت على سوريا ومازالت، ستخرج فواتير جديدة تدفع ثمناً لبقاء بشار الاسد في الحكم، فواتير عربية ودماء عربية كانت عزيزة في شرايينها، كل يوم يمر على وجود بشار في الحكم سوف يزيد من عمر الارهاب وسوف يزيد ماله وارضه ورجاله، التفكير بالخلاص من نظام بشار الاسد اصبح ضرورة من ضرورات الامن القومي العربي، بل اصبح قرارا جاء وقته او تأخر وقته ولا يجب أن يتأخر أكثر من ذلك، فإبعاده نجاة لمؤيديه قبل معارضيه، ومن يدفع بوجوده في الحكم من دول لن يكون ذلك نتيجة تحالف معه قديم او مستمر بل نتيجة للسعي لدمار الامة العربية بأكملها..
أي مصلحة لدولة يمكن ان تتحقق بوجود بشار الاسد فلا اقتصاد ولا تأثير سياسي ولا قوة عسكرية تفيد المحاور والاستقطابات، فقط التمسك به يعني قتل سورية نهائيا ومن بعدها الدول العربية دولة بعد دولة، نحتاج لوصاية عربية على سورية، وصاية تنفذ بقوة سياسية وعسكرية ومال تنموي، وجود بشار شكل من اشكال النهايات التي لا يعقبها بداية او امل جديد، كان المدافعون عنه يتحججون بأن سقوطه يعني نجاحا للارهاب فبعد هذه السنوات الطويلة اكتشفنا بالموت والدمار أن وجوده بالحكم هو النجاح الفعلي للارهاب، فسورية اصبحت يوما للارهاب، ويوما لبشار، ونهاية بشار سوف تجعل سورية يوما واحدا لسورية وشعبها فقط، فليعجل العالم على نهاية هذا الشيطان لكي يوجد هذا اليوم.
د. مطلق سعود المطيري – صحيفة الرياض