أظهرت تقارير مختصة في مجال المعلوماتية أن جائحة كوفيد-19، التي يعيشها العالم، قد زادت في معدلات استخدام الحوسبة السحابية، وهو اتجاه سيتواصل خلال السنوات القادمة رغم ارتفاع مخاطر السلامة.
ودفعت إجراءات الحجر الصحي، التي اتخذتها العديد من الدول في العالم، الشركات إلى دعم بُناها التكنولوجية، لتمكين موظفيها من العمل عن بعد من ناحية، وضمان استمرار تزويد السوق بمنتجاتها من ناحية أخرى.
وتتمثل الحوسبة السحابية في توفير خدمات وموارد حاسوبية من خوادم وبرمجيات ومساحات تخزينية من خلال شبكة الإنترنت، ويتم توفير واجهات لإدارة هذه الخدمات من خلال الحوسبة السحابية، وعادة ما تكون من خلال تطبيقات ويب.
وتستخدم هذه التقنية في حفظ وتخزين البيانات، وتوفير خدمات البث المباشر للوسائط المتعددة، وتوفير البرمجيات حسب الطلب، وتحليل البيانات، واستضافة المواقع، وتجربة التطبيقات.
وذكر موقع “أي تي برو توداي” (it pro today) التقني نقلا عن تقرير مؤسسة “إنترناشونال داتا كوربوريشن” (International Data Corporation) المختصة في تحليل سوق التكنولوجيات الحديثة، أن الإنفاق على البنية التحتية السحابية ارتفع بنسبة 2.2% خلال الربع الأول من عام 2020، بالتزامن مع انتشار وباء كورونا في جميع أنحاء العالم.
ورغم أن هذا الرقم يبدو متواضعا؛ لكنه مهم عند مقارنته بانخفاض بنسبة 16.3% في الإنفاق على استثمارات تكنولوجيا المعلومات غير المرتبطة بالسحابة خلال الفترة نفسها.
كما وجد استطلاع أجرته مؤسسة “ماريا دي بي” (MariaDB) أن 40% من الشركات أبلغت عن تسريع انتقالها إلى الحوسبة السحابية نتيجة انتشار الوباء.
وتستمر شركات مثل “علي بابا” (AliBaba) و”آزور” (Azur) في التوظيف بقوة لأقسامها السحابية، كما يفعل مزودو التقنية التي تعتمد على السحابة مثل “سيسكو” (Cisco) و”سلاك” (Slack)، مما يعكس الطلب المتزايد على الخدمات السحابية.
وحسب مؤسسة “فورستر” (Forrester) المختصة في الاستشارات التقنية، فإن سوق السحابة العامة عاد إلى النمو بعد بعض التراجع في معدلات نمو عائدات السحابة العامة في أواخر 2019.
وتسبب الوباء في شحن السوق بحلول منتصف عام 2020، وتتوقع فورستر أن ينمو سوق البنية التحتية السحابية العامة العالمية بنسبة 35% ليبلغ 120 مليار دولار في 2021.
توقعات باستمرار النمو
يبدو السبب وراء هذه الاتجاهات واضحا وفقا للمؤسسة المذكورة، فمع اندفاع الشركات في جميع أنحاء العالم لتحويل العمليات إلى الاعتماد على العمل عن بعد استجابة لوباء فيروس كورونا، فقد أعطت الأولوية للحلول المستندة إلى السحابة، التي يمكن لموظفيها الوصول إليها من أي مكان.
ومن المرجح أن يستمر هذا الاتجاه في المستقبل المنظور، بالنظر إلى الإعلانات الصادرة عن العديد من الشركات للسماح للموظفين بالعمل من المنزل إلى أجل غير مسمى.
ويتوقع الخبراء زيادة في التهديدات الأمنية للبيئات السحابية أيضا نتيجة للوباء؛ لأنه أصبح من الأسهل التحايل على العاملين غير المختصين عند العمل عن بعد.
فعندما يستخدم الموظفون أجهزة الحاسوب الشخصية وشبكاتهم المنزلية لأداء وظائفهم، فقد لا تتمكن جدران الحماية الخاصة بالشركات من حمايتها. وهذا يجعل من السهل على المهاجمين تصيد المستخدمين، ونشر البرامج الضارة، وإحداث الفوضى في أجهزتهم.
كما يتوقعون بأن يستمر نمو سوق الحوسبة السحابية في الارتفاع خلال السنوات القادمة، إذ توقع تقرير مجموعة “آي دي سي” (IDC) الأخير أن سوق الخدمات السحابية قد يبلغ ترليون دولار بحلول عام 2024، وفقا لموقع كلاود تك المختص في التقنية السحابية.
وقال ريتشارد إل فيلارز، نائب رئيس المجموعة للبحوث العالمية، إن “السحابة ستؤدي أدوارا أكبر؛ بل ومهيمنة في صناعة تكنولوجيا المعلومات في المستقبل المنظور”.
وبحلول نهاية عام 2021، واستنادا إلى الدروس المستفادة من الوباء، ستضع معظم الشركات آلية لتسريع تحولها إلى خدمات التطبيقات والبنية التحتية الرقمية، التي تركز على السحابة أسرع مرتين مما كانت عليه قبل الوباء”.
نقلا عن الجزيرة