قد تكون إيران ومجموعة الدول التي تقودها الولايات المتحدة قريبة من وضع اللمسات الأخيرة على اتفاق بشأن برنامج طهران النووي؛ ولكن حتى بعد التوقيع على مثل هذه الصفقة، سوف يبقى لدى إيران إمكانية استخدام أسلحة متطورة جدًا، وتشكل تهديدًا كبيرًا، وهي الأسلحة الموجودة في ترسانتها الصاروخية المتطورة بشكل دائم.
وفي تصريح للجنة مجلس النواب حول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، شرح مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية (CSIS) ما وصفه بأنه “التهديد الصاروخي الإيراني المستمر“. واستعرض بيان المركز القدرات الصاروخية الحالية لدى إيران، فضلًا عن التحديات التي سيتعين على طهران التغلب عليها من أجل إنتاج صواريخ باليستية عابرة للقارات.
ووفقًا للتقرير، “تستطيع صواريخ المدفعية قصيرة المدى الإيرانية تحقيق إصابات بالغة في الأهداف التكتيكية المجاورة. في حين تستطيع صواريخ المدفعية بعيدة المدى الإيرانية أن تشكل سلاح ترهيب ضد الأهداف في العراق والكويت“. ومن جهتها، تستطيع صواريخ المدفعية الأبعد مدى لإيران أن تصل بسهولة إلى أهداف الملكيات العربية على الجانب الآخر من الخليج، ومن بين هذه الملكيات بعض الدول التي تعد المنافس الاستراتيجي الرئيس لإيران في منطقة الشرق الأوسط.
ورغم كل هذا، يكمن التهديد الحقيقي في القدرات المستقبلية المحتملة للترسانة الإيرانية. وفي الوقت الراهن، تعد الصواريخ بعيدة المدى الإيرانية غير دقيقة للغاية، ومن غير المؤكد أنها تشكل تهديدًا فوريًا. ويقول بيان مركز CSIS إن “الصواريخ بعيدة المدى محملة برؤوس متفجرة تقليدية كبيرة، ولكنها لا تتبع نظام توجيه موثوق تمامًا، وتفتقر إلى الدقة التي تجعلها أسلحة فعالة“.
ولكن هذا الأمر قد يتغير قريبًا. ويصف تقرير المركز الأسلحة الإيرانية بعيدة المدى بأنها “أسرة متطورة بشكل مستمر من الصواريخ التي لديها القدرة على مهاجمة أي هدف في إسرائيل، وبلاد الشام، وشبه الجزيرة العربية، وتركيا، وباكستان، وجزء من آسيا الوسطى، بالإضافة إلى أهداف في جنوب روسيا وأوروبا“.
ويشير التقرير أيضًا إلى أن إيران تعاونت مع كوريا الشمالية، وأنها قد تبحث ربما عن تعويض افتقار ترسانتها للدقة من خلال الحصول على حمولة أكبر، بما في ذلك القنبلة النووية. وفي الوقت نفسه، سوف تحصل ترسانة طهران أيضًا على ترقية كبيرة قريبًا؛ حيث يقال إن إيران في محادثات مع روسيا لشراء نظام الدفاع الصاروخي المتقدم، S-300، وهو النظام الذي يمكنه ضرب أهداف جوية على بعد ما يصل إلى 150 ميلًا.
ويبقى أحد أكثر الجوانب إثارةً للقلق في برنامج إيران هو عدم وضوح طهران بشأن موقفها الاستراتيجي فيما يتعلق بصواريخها البالستية. وعن هذا، قال تقرير المركز: “إن عدم القدرة على التنبؤ بكيف، ومتى، سوف تستخدم إيران (الصواريخ بعيدة المدى)، وبمدى السرعة التي سوف تطور فيها البلاد هذه الأنظمة لجعلها أكثر دقةً وفتكًا، تعطي لهذه الأسلحة قيمةً رادعة، وتجعلها أسلحة ترهيب“.
وتظهر الخرائط أدناه أفضل التقديرات لمدى اتساع نطاق منظومة الصواريخ الإيرانية الحالية؛ وبالتالي، تبين هذه الخرائط ما قد تكون عليه الخيارات الإيرانية في حال وجدت طهران نفسها يومًا ما في صراع مفتوح مباشر مع منافسيها الإقليميين:
بزنس إنسايدر – التقرير