أعلنت رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماري ماي، أنّ بلادها قررت إرسال 150 جندياً مدعوماً بعربات مدرعة إلى شمال شرقي بولندا في نيسان/ أبريل المقبل، لردع المواقف “العدوانية” لروسيا تجاه هذا البلد.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقدته ماي مع نظيرتها البولندية بياتا ماريا سيدلو عقب القمة البريطانية البولندية التي جرت اليوم الاثنين في العاصمة لندن.
وأوضحت ماي أنّ تعزيز العلاقات بين بريطانيا وبولندا تستحوذ على أهمية خاصة لحفظ أمن ورخاء البلدين، وأبدت رغبتها في تطوير الشراكة بين بلادها مع وارسو بالتزامن مع استعدادات لندن للخروج من عضوية الاتحاد الاوروبي.
وقالت ماي إنها تباحثت خلال القمة مع نظيرتها سيدلو، كيفية ردع المواقف “العدوانية” لروسيا، وأنّ البلدين سيعملان من أجل التوصل إلى اتفاق في مجال الدفاع.
وأكّدت ماي أنّ حكومتها ستبدأ بمرحلة الخروج من عضوية الاتحاد الاوروبي بشكل رسمي في آذار/ مارس المقبل، وصرّحت بأنها أعطت ضمانات لنظيرتها بحماية حقوق البولنديين وسائر مواطني الدول الأوروبية القاطنين في بريطانيا خلال هذه المرحلة.
وبحسب معطيات المعهد الوطني للإحصاء البريطاني، فإنّ عدد المواطنين البولنديين الذين يعيشون في بريطانيا يبلغ 916 ألف، فيما يقطن قرابة 35 ألف بريطانياً في مدن بولندية مختلفة.
وفيما يخص التدخل الروسي في سوريا قالت ماي إنّ على موسكو وقف دعمها لنظام الأسد الذي يستمر في قتل المدنيين الأبرياء، وعلى المجتمع الدولي ممارسة ضغوط على الكرملين من أجل العدول عن مواقفها الداعمة للنظام السوري.
من جانبها أوضحت رئيسة وزراء بولندا أنّها ناقشت مع ماي العلاقات الاقتصادية ومسائل تخص الشؤون الدفاعية بين البلدين، مشيرةً أنّ بريطانيا تعد الشريكة الاستراتيجية لبلادها.
وأضافت سيدلو قائلةً: “عملية خروج بريطانيا من عضوية الاتحاد الاوروبي ستكون غريبة نوعاً ما، وإننا سنتابع مرحلة الانسحاب عن كثب”.
وعن علاقات بلادها مع روسيا قالت سيدلو: “روسيا دولة جارة لبولندا ونرغب في إقامة علاقات جيدة معها غير أنّ المواقف العدوانية لموسكو لا يمكن قبولها”.
وتقوم موسكو بأنشطة وفعاليات عسكرية بالقرب من الحدود البولندية (عضو في حلف شمال الأطلسي)، وقامت مؤخراً بنشر منظومة صواريخ مضادة للسفن، بالقرب من الحدود مع بولندا وليتوانيا، الأمر الذي دفع بالناتو إلى إصدار بيان طالب فيه روسيا بالشفافية حيال تحركاتها وأنشطتها العسكرية، لتفادي المخاطر التي قد تنجم عن مثل هذه التحركات.
تجدر الإشارة أنه في 23 يونيو/ حزيران الماضي، صوّت البريطانيون بنسبة 52%، في استفتاء لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي، وتبع ذلك إعلان رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، استقالته.