قال الرئيس السابق للمجلس الوطني السوري د. برهان غليون:
هناك إرادة مشتركة بين روسيا وأمريكا وطهران لفرض حل على المعارضة وليس التفاوض الجدى
إذا كان المجتمع الدولي لا يريد أن يتحمل مسؤولياته فإن المفاوضات ليس لها أي أفق
دخول المعارضة في المفاوضات دون حل الملف الإنساني يعنى إضفاء شرعية على القصف والاعتقال
السعوديون طرف وحليف للمعارضة لأن الأمريكيين تخلوا عنا ،وأوروبا ليس لها دور قوى
أردوغان حاول الضغط على المعارضة بالاتجاه الصحيح
دي ميستورا يريد من المعارضة أن تقبل بفكرة وجود بشار كطرف طبيعي
يجب على وفد المعارضة أن يتفق مع الأكراد على شكل الدولة
أعلن دى ميستورا تعليق مفاوضات جنيف 3 دون حل للملف الإنساني في الوقت الذى استغل الروس فترة المفاوضات ببسط سيطرتهم على المزيد من الأراضي السورية حول مفاوضات جنيف 3،كان لموقع الجزيرة مباشر هذا الحوار مع أستاذ العلوم السياسية والرئيس السابق للمجلس الوطني السوري د. برهان غليون.
وإليكم نص الحوار
*هل كان المناخ العام ملائما لإجراء مباحثات جنيف 3؟
**نعم كان المناخ ملائما لوجود قرار من الأمم المتحدة مجمع عليه من عدة دول إلى جانب روسيا وطهران فكان هناك إرادة مشتركة لحل سياسي ،النقطة السلبية هي وجود إرادة مشتركة بين روسيا وأمريكا وطهران لفرض حل على المعارضة وليست مفاوضات جدية وهذا ظهر من المحاولة الروسية الإيرانية لضرب المعارضة والسيطرة على مزيد من الأراضي أثناء المفاوضات كأن المفاوضات تتم تحت قصف الطيران الروسي والمدفعية الإيرانية وكأن المطلوب استسلام المعارضة.
*لا شيء تحقق مما طالبت به المعارضة السورية و نص عليه قرار مجلس الأمن رقم 2254.. لماذا ذهبت المعارضة إلى جنيف؟
**الناطق باسم الوفد قال إن المعارضة لم ولن تشارك في أي مفاوضات رسمية قبل حل مشكلة الحصار والملف الإنساني التي لا تخضع للتفاوض والمجتمع الدولي المسؤول عن الملف الإنساني وإذا كان المجتمع الدولي لا يريد أن يتحمل مسؤولياته فإن المفاوضات ليس لها أي أفق.
*قال جورج صبرة : لا أتوقع أن تتم مباحثات جينيف 3، هل مورست ضغوط على المعارضة لكى تذهب لجنيف؟
**مورست ضغوط كثير وستمارس ضغوط في المراحل القادمة وأقوى هذه الضغوط إعلان دي ميستورا أنه إذا لم تشارك المعارضة سيعلن في مؤتمر صحفي أن المعارضة سبب أفشال مفاوضات السلام وأنا رأيي أنه إذا كنت محل الوفد لقلت له أخرج وأعلن ذلك لأنه في حالة ذلك ستتقوض مبادرة دي ميستورا ومجلس الأمن ويعرف العالم أن السبب في الفشل تعنت النظام و تخلى الامم المتحدة عن الملف الإنساني، ودخول المعارضة في المفاوضات دون حل الملف الإنساني يعنى إضفاء شرعية على القصف والاعتقال ومعنى ذلك أن المعارضة خسرت المفاوضات قبل أن تدخل فيها.
*هل انتقال ملف المعارضة السورية بشكل كامل للمملكة العربية السعودية بعد مؤتمر الرياض في صالح القضية السورية؟
**السعودية هي المنسق اليوم بالنسبة للدول الحليفة للمعارضة وتكليف الامم المتحدة للرياض بعمل مؤتمر للمعارضة يعنى وجود ثقة بأن السعوديين طرف وحليف للمعارضة لان الأمريكان تخلوا عن المعارضة وأوروبا ليس لها دور قوى وتركيا تنسق مع المعارضة لكن بعد الازمة مع الروس اصبح الروس يفضلون أن تكون اليد الطولا للرياض.
*هل انتقال الملف السوري للمملكة يعنى تراجعا للدور التركي؟
**هناك تنافس بين الروس وتركيا حتى قبل قصف الطائرة والروس غير مرتاحين للموقف التركي ولذلك حاولوا أقصاء تركيا وهذا مستحيل لأن تركيا طرف رئيسي وأساسي.
*قال الرئيس أردوغان: حضور المعارضة في جنيف دون وقف لإطلاق النار خيانة لمن يقاتل على الأرض .. ما رأيك في هذا التصريح؟
**أردوغان حاول بهذا التصريح الضغط على المعارضة بالاتجاه الصحيح حتى لا تقدم تنازلات لمعرفته بالضغوط الامريكية والروسية .
*ذهاب المعارضة للقاء دي ميستورا في مقر الأمم المتحدة بجينيف يعتبر استجابة للضغوط التي مورست عليها؟
**طبعا المعارضة تعرضت لضغوط فهي تسمع السعوديين والأوروبيين والأتراك ولكن في النهاية تتخذ القرار الذى يتوافق مع مصالح الشعب السوري.
*هل تصريحات دي ميستورا بعيدة عن الحيادية على الرغم من كونه ممثلا للأمم المتحدة؟
*دي ميستورا يريد من المعارضة أن تقبل بفكرة وجود بشار كطرف طبيعي وبشار رمز للنظام ،وهذا النظام ارتكب جرائم ضد الانسانية لا تسقط بالتقادم ويجب على المعارضة أن تستمر بالمطالبة بمحاكمة بشار الذى قتل نصف مليون بجانب ملايين الجرحى واللاجئين لأن السويين لن يقبلوا بأقل من إسقاط النظام ومحاكمة رموزه المسؤولين عن أكبر كارثة إنسانية بعد الحرب العالمية الثانية.
*لماذا يعتبر البعض مشاركة الأكراد في المفاوضات بداية تقسيم سوريا لدولة فيدرالية؟
**الأكراد طرف رئيسي ولا يمكن تجاهلهم ودخول المفاوضات بعدة أطراف متصارعة أكبر هدية للنظام، لا يمكن أن يضم وفد المفاوضات تصورات متناقضة وكان يجب أن يكون هناك اتفاق بين الأكراد بعضهم البعض وبين الأكراد ووفد المعارضة السورية والسلوك الذى سلكه بعض الأكراد “صالح مسلم” كان الأقرب للتحالف مع النظام وكان يجب على وفد المعارضة أن يتفق مع الأكراد على شكل الدولة ولتكن فيدرالية ولما لا والمهم ضمان مصالح الأشوريين والعرب والأكراد والسريان.