قالت صحيفتا واشنطن بوست وواشنطن تايمز إن برنامجا أميركيا جديدا للتدريب العسكري لسوريين بأهداف جديدة بدأ قبل ستة أشهر، درب أقل من مئة متدرب فقط حتى الآن.
وأوضحت واشنطن بوست أنه وبعد الانتكاسات العديدة لبرنامج التدريب السابق الذي كان يهدف لإنشاء جيش من المقاتلين السوريين من الصفر، وافق المسؤولون في البنتاغون على منهج جديد يتلخص في تدريب عدد قليل من القادة أو المسؤولين الرئيسيين الآخرين من الوحدات المحلية الذين بإمكانهم العمل كنقاط اتصال مع القوات الأميركية وقوات الحلفاء التي تهاجم تنظيم الدولة الإسلامية من الجو.
وأضافت أن المقاتلين السوريين الذين تدربوا وفقا للبرنامج الجديد يعتبرون مقاتلين متخصصين يصفهم الأميركيون بأنهم “راصدون” أكثر من كونهم جنود مشاة عاديين.
وقال أحد المسؤولين إن ما يبحث عنه البنتاغون حاليا هو اختيار “من يستطيعون تمكين الآخرين” من وحدات معينة لتدريبهم وإعادتهم لوحداتهم من أجل توفير المعلومات لقوات التحالف لتمكينها من استهداف قوات تنظيم الدولة.
منهج جديد
وأشارت الصحيفة إلى أن نتاج البرنامج الأول قبل إيقافه كان إضافة ضئيلة لبرنامج الخطة الأولى وذلك بعد شهور من العمل وإنفاق ملايين الدولارات لينتهي بتدريب مئتي مقاتل فقط، ونقلت عن مسؤولين قولهم إن العدد القليل في البرنامج القائم حاليا لا يعكس صعوبات متجددة، بل يعبر عن منهج أكثر تحديدا تم تصميمه لمساعدة الوحدات التي تقاتل تنظيم الدولة.
وقالت واشنطن بوست أيضا إن تفاصيل جديدة بشأن جهود تدريب السوريين تلقي ضوءا على مهمة قوات النخبة في سوريا والتي يحاول البنتاغون إخفاءها عن الرأي العام، مضيفة أن البنتاغون، بجنود العمليات الخاصة الـ300 الموجودين في الأراضي السورية، يقوم الآن بالإشراف على مجموعة متعددة من الأنشطة لدعم مختلف الفصائل السورية الصديقة على نطاق البلاد.
وأشارت إلى أن هذه الفصائل المختلفة تشمل مقاتلين من شمال غرب وجنوب سوريا تم تدريبهم وفقا لبرنامج التدريب الأول، والقوات الكردية التي تقاتل تنظيم الدولة في شمال وشرق سوريا، والقوات القبلية العربية التي يأمل المسؤولون العسكريون أن تثبت قدرتها بنهاية الأمر في تطويق التنظيم في عاصمته مدينة الرقة.
النسخة الثانية
أما صحيفة واشنطن تايمز فقالت إن “النسخة الثانية” من برنامج التدريب الأميركي للسوريين تجيء بعد أن أنفقت أميركا 350 مليون دولار من أموال دافعي الضرائب على البرنامج الأول الذي أسفر عن تدريب أربعة أو خمسة سوريين فقط قبل أن يوقف في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وأضافت أن البرنامج الجديد الذي تبلغ تكلفته 400 مليون دولار يهدف لتدريب قادة مليشيات، وليس وحدات بأكملها، على كل شيء ابتداء من مهارات القتال الأساسية للمشاة إلى أساليب الاتصال الأكثر تطورا وعمليات مكافحة الإرهاب المعقدة.
وأشارت إلى أن هؤلاء الأقل من مئة قيادي الذين تدربوا بموجب البرنامج الجديد يقودون أكثر من عشرة آلاف مقاتل في سوريا.