منذ متى يقوم الضباطٌ العسكريون بضبط الإعلام -السلطة الرابعة- وهل هذا ميدانهم ليصدر ما يسمى بـ “مجلس ممثلي السوريين” بيانا نقلته وكالة تركية ، تطالب الإعلاميين بعدم التحريش بين اللاجئين والأتراك ويتهم بالعمالة والسعي للشهرة! كيف ستكون ردة فعل الأتراك عندما يترجم هذا البيان للغة التركية تجاه اللاجئين السوريين؟
وكالة الأناضول نشرت عن بيان عجيب يحمل توقيع رائد الفضاء السوري محمد فارس ويتزعم مجلسا سوريا يضم ضباطا منهم العقيد أحمد حمادة والإعلامي أحمد كامل وغيرهم من الشخصيات يصل عددهم ل20 عضوا.
إلا أن المريب اتهامهم للإعلاميين المتواجدين بتركيا بتخريب العلاقات بين اللاجئين والأتراك وتبعيتهم لجهات خارجية. كان النظام السوري يدحض مقاطع القصف وقتل المدنيين أنها غير صحيحة ومفبركة وتتبع لجهات خارجية وهدفها التخريب.
فهل كنا لننتظر من الضباط هذا البيان أم كان الأولى منهم التواصل مع ميثاق شرف للإعلاميين الذي بدأ نشاطه عام 2015 ورخص عام 2018 بتركيا، بدلا من نيتهم إصدار ميثاق شرف إعلامي جديد بصيغة تحريضية قد يكون لها ردات فعل مؤذية وعنصرية ضد اللاجئين السوريين في تركيا!!
العقيد أحمد حمادة نفى لأورينت أنهم مجلس، رغم أن تسميته في البيان الذي نشرته الأناضول هو “مجلس ممثلي السوريين”، وبدا واضحا التناقض والارتباك الذي ظهر منه عندما نفى أن يكون قد هاجم البيان الإعلاميين، ولم يجرؤ على اتهام الوكالة أنها أضافت فقرات لم تكن في البيان أو حذف فقرات أخرى، بل عزا ذلك لأن يكون أحد أعضاء المجلس قد زور ذلك وختم أنه لا يدري ما حصل!
بعد انتشار البيان على الوكالة أمس لم يصدر المجلس حتى اليوم أي بيان رسمي مضاد يبين ما جرى حتى يخرج من الورطة التي وضع فيها. فالإساءة لـ450 إعلامي سوري في تركيا من مجلس مغمور يتهمهم بالتعامل مع جهات خارجية وأنهم يسعون للشهرة سيكون له ردة فعل إعلامية وربما قانونية.
امتعض العقيد حمادة عند سؤاله عن سبب الاجتماع ونفى أي يكون لأجل “الموز”. كان الأجدر به أن ينفي أن يكون الاجتماع لأجل محاولة ترحيل ماجد شمعة ربما سيكون أكثر صدقا. حاول تشتيت المشاهد والتركيز على زمن صورة البيان الذي وضعته الوكالة مدعيا أنها خلال حملة تضامنية مع درعا.
لم يظهر للآن ما إذا كانت وكالة الأناضول قد حرفت البيان أو زوره أحد أعضاء المجلس كما ادعى العقيد وننتظر بيانا توضيحيا من ” مجلس ممثلي السورين”.
مقال رأي/محمد إسماعيل
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع