المناسبة قدوم مولودة إلى الحياة، فمن الطبيعي شكر الله على هذه النعمة، لكن كان التعبير عن الفرحة عند إحدى بنات تجار الشام بإقامة حفلة باذخة في مكان فاخر بإحدى فنادق دمشق، ليحتفل الحضور بالطفلة ويقدمون الهدايا الثمينة وسط عشاء باذخ، فتتباهى أم الطفلة على صفحتها الشخصية بصور الاحتفال متناسية أنه على بعد أكتر من 4 كلم منها أطفال يأكلون أوراق الشجر والعلف حسب ما نقلت منظمة “سيف شلدرن” .
فمثل هذا الظاهرة باتت منتشرة بين أغنياء الشام لمنافسة بعضهم ومن يظهر بصورة مبهرة أكثر، فقد احتفل ابن وزير المالية مؤخرا بحفل زفاف ابنه في إحدى أرقى فنادق دمشق، لتصل تكلفة الحفل إلى “20 مليون ليرة ” كما نقلت صفحة ” إصلاح في زمن الفساد ” الموالية للنظام السوري، فكان التعليق الأنسب على هذا الاحتفال “من أين له كل هذا” ، فكما هو معلوم أعلى راتب لموظف حكومي هو 100ألف ليرة يتقاضاه الوزير، في حين أن مثل هذا المبلغ لا يغطي الورد الموضوع في الاحتفال فمن أين جاء بالباقي ؟؟.
حين تذكر مدينة حلب أول شيء يخطر على بال أي مواطن سوري هو أنها لم ترى الكهرباء ولا الماء التي تعتبر عصب الحياة منذ أكثر من شهرين، بالإضافة للحصار المطبق عليها من جهات مختلفة فتقل فيها المواد الغذائية وترتفع فيها الأسعار بشكل خيالي، لتقيم ابنة أحد الضباط حفل عيد ميلادها في إحدى أفخر المطاعم الموجودة في حلب وكأن شيئا لم يحدث في حلب، لم تكتف بذلك فبعد موجة الغضب التي أحدثتها بعد نشر الصور والفيديوهات باستعراضها للمال والذهب بطريقة مبتذله لتعلق على صفحتها بقولها :” لو ما كنت كتير مهمة ما كنت شغلت تفكيركن… ويلي شايفة أنو حرام أنت لا تحاسبي حدا الله يلي بحاسب، ويلي مصدومة بتكون بعمرا مو شايفة شي مسكينة”.
في الوقت الذي ينفق النظام السوري خزينة الدولة على الحرب ضد الشعب السوري، حيث دمر البنى التحتية في قصفه لمناطق المدنية مخلفا أكثر من 360 ألف شهيد منذ بدء الثورة السورية، ومدمرا لجميع المرافق الحيوية من مشافي ومخابز، لينفق ضباطه ومسؤولي نظامه ما تبقى من قوت المواطن على حفلاتهم الخاصة، متناسين أن الشعب السوري يعيش تحت خط الفقر.
أماني العلي
المركز الصحفي السوري