يرى الشعب الإيراني وشعوب المنطقة أنه كان ينبغي القضاء على “قاسم سليماني” منذ سنوات لأنه كان “الإرهابي رقم واحد في العالم.
ومن حق الشعب الإيراني والمقاومة الإيرانية، أن يناضلوا من أجل فرض المزيد من العقاب على نظام الملالي وزعمائه وعناصره، وأن يستقطبوا العالم في صفهم، وأن يحظوا بدعم شعوب العالم والمنطقة، ولا سيما العراق وسوريا ولبنان.
حيث أنه في اليوم التالي لتسلم الملالي السلطة، تم استئصال الحرية وقتل الإيرانيين العاشقين للحرية، وارتكاب خميني ونظامه المذابح في حق المواطنين، وآنذاك لم يسمع الكثيرون صوت الشعب والمقاومة الإيرانية.
في ذاك الوقت نفسه، وقبل بدء حرب الثمان سنوات، استطاعت تيارات انتهاج سياسة الاسترضاء الحاكمة في الدول الغربية أن تتستر على الدور الرئيسي في الحرب ومن بدأها، أي نظام الملالي، وكان من شأن هذه الحرب المشؤومة أن تحصد أرواح الملايين، وتبتلع مليارات الدولارات من بيت مال الشعب، ثم ألقوا اللوم على المقاومة الإيرانية، التي رفعت راية السلام، وأسرعت إلى الانتشار بجوار أراضي الوطن للقضاء على أكبر تهديد للمجتمع البشري، أي نظام خلافة الولي الفقيه، وأنشأت جيش التحرير الوطني الإيراني.
“ونتيجة لذلك، لم يكن أحد يعلم المصير الشؤوم الذي يتربص بالعالم والمنطقة”.
ومنذ سنوات عديدة أعلنت رئيسة الجمهورية المنتخبة للمقاومة الإيرانية السيدة “مريم رجوي” أن”خطر تدخل نظام الملالي في العراق والمنطقة أكثر خطورة من القنبلة الذرية”، والعالم يغض البصر والسمع عن هذه الحقيقة، ونتيجة لسياسة الملالي التخريبية غرقت المنطقة بالدماء.
وبظهور الجماعات الإرهابية المنسوبة إلى “الإسلام والمسلمين”، كانت المقاومة الإيرانية هي التي أعلنت أن النظام الإرهابي الحاكم في إيران هو الراعي الرسمي لجميع هذه الجماعات الإرهابية، ويتكئ “أخطبوط” الإرهاب على مقعده في طهران، ويجب علينا أن نرجم رأسه بالحجارة.
وبلا خجل رفض المسترضون الغربيون أن ينسبوا هذه الجماعات الإرهابية إلى نظام الملالي، ونتيجة للممارسات الإرهابية وتدخلات نظام الملالي في العراق وسوريا ولبنان، قُتل مئات الآلاف من الأبرياء في المنطقة، وضاعت آلاف المليارات من الدولارات أدراج الرياح.
وعلى المحور العراقي بعد عام 2003، كانت المقاومة الإيرانية وقوتها المحورية منظمة “مجاهدي خلق” الإيرانية (MEK) أول من رفع راية النضال لمحاربة الأصولية الإسلامية لنظام الملالي، وأصبحت سدًا منيعا ضدها وقدمت الكثير من الضحايا، إلا أن المسترضين الغربيين وحتى منظمة الأمم المتحدة تواطئوا مع الملالي في ارتكاب المذابح بحق قوات المقاومة الإيرانية، وغضوا البصر والسمع عن الجرائم ضد الأنسانية التي ارتكبها نظام الملالي وعملائه في العراق.
“وبدلاً من التصدي لولاية الفقيه المسعور وعملائها سجنوا المقاومة الإيرانية، ونتيجة لذلك، أصبح الكلب المسعور أكثر شراهة لإرتكاب الجرائم”.
والآن، بتركيز العالم على تهديد نظام الملالي للمجتمع البشري وقتل الحرسي المجرم قاسم سليماني، في هذا السياق، بوصفه عمود خيمة العمق الاستراتيجي لولاية الفقيه ومؤسسها وحاميها، يرى العالم بأم عينيه الآن حقيقة ما قاله مجاهدو خلق وصمموا عليه بإرادة قوية وضحوا بدمائهم من أجله، ولم يتخلوا عن مبادئهم وسياستهم واستراتيجيتهم على الإطلاق في الصمود والتصدي للنظام الإرهابي الحاكم في إيران، ودائمًا ما يقرعون طبول الحرب ضد هذا النظام.
وترى المقاومة الإيرانية أن الحرب ضد الإرهاب والجماعات الإرهابية من أمثال داعش وغيرها، أمراً ضرورياً، ولكن هذا ليس كافياً، إذ يجب رجم الراعي الرسمي للإرهاب في العالم ورأس الأفعى في طهران من أجل إرساء الاستقرار والأمن في المنطقة، واسترداد حقوق الشعوب المضطهدة والقضاء على الإرهاب.
كان هذا توضيحاً دقيقاً للقضاء على الإرهاب في العالم وفي المنطقة، وفي الوقت نفسه تحرير إيران والإيرانيين من الديكتاتورية الأكثر ترويعاً في تاريخ المنطقة، وكان يجب الاهتمام بها منذ سنوات عديدة، واتخاذ إجراء بشأنها والقضاء عليها.
وبناءً عليه، نكون قد اتجهنا في الاتجاه الصحيح بما حدث في الثالث من كانون الثاني العام الجديد في مطار بغداد والتطورات في هذه المنطقة من العالم، وبالإطاحة بالنظام الحاكم في إيران على يد الشعب والمقاومة الإيرانية، فإن العالم ولا سيما شعوب منطقة الشرق الأوسط ومن قبلهم الشعب الإيراني، سوف يشهد أكبر انتصار على الراعي الرسمي للإرهاب في العالم، أي نظام ولاية الفقيه.
في حين يتعين على كل تيار أو حكومة ترغب في الخلاص من الإرهاب ونشر السلام والمساواة والتعايش السلمي أن تقوم على الفور بالانضمام إلى محور إيران والمقاومة الإيرانية، واتخاذ إجراءات جادة، وألا تتأخر أكثر من ذلك، فقد حان الوقت للقضاء على رأس الأفعى في طهران.
بقلم: عبدالرحمن کورکی (مهابادي).
“کاتب ومحلل سياسي خبير في الشأن الايراني”