وصل نائب الرئيس الأمريكي، “جو بايدن”، صباح اليوم الأربعاء، إلى العاصمة التركية أنقرة، في أول زيارة رسمية يجريها بعد محاولة الانقلاب الفاشلة التي شهدتها البلاد منتصف يوليو/ تموز المنصرم.
وذكرت مصادر بمطار “آسنبوغا” في العاصمة لـ”الأناضول”، أن “سردار قليج” سفير تركيا بواشنطن، و “جون باس” سفير الولايات المتحدة الأمريكية بأنقرة، استقبلا بايدن، عقب هبوط طائرته وسط اجراءات أمنية مشددة.
وعقب مغادرته المطار، توجه بايدن، إلى مقر البرلمان التركي، حيث استقبله “إسماعيل قهرمان” رئيس البرلمان.
وشكر قهرمان، المسؤول الأمريكي لقدومه الى تركيا ودعمه للشعب التركي ضد محاولة الانقلاب الفاشلة، مؤكدا أن الولايات المتحدة دولة صديقة وحليفة لتركيا.
وأعرب بايدن خلال اللقاء، عن بالغ حزنه لسقوط ضحايا ومصابين خلال المحاولة الانقلابية، قائلا : “تمنيت أن أكون هنا في اليوم التالي للحادث”.
ومن المتوقع أن يتجول بايدن أقسام البرلمان التي تعرضت للقصف من قبل الانقلابيين، قبل توجهه إلى لقاء رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم، بعد ظهر اليومـ بقصر جانقايا بأنقرة.
وسيختتم بايدن زيارته بلقاء الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في المجمع الرئاسي، وسيكون اللقاء بعيدا عن وسائل الإعلام، إلا أنه سيسمح للصحفيين بالتقاط الصور في بداية اللقاء.
وبزيارة اليوم يكون بايدن المسؤول الأمريكي الأول الذي يزور المجمع منذ انتقال مقر الرئاسة التركية إليه عام 2014.
ويغادر بايدن تركيا، مساء الأربعاء.
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض، جوش أرنست، في مؤتمر صحفي الإثنين الماضي، إن “زيارة بايدن ستكون قبل كل شيء مؤشرًا للدعم القوي الذي تبديه الولايات المتحدة للحلفاء في تركيا”، لافتا إلى أن الإدارة الأمريكية أدانت بشدة المحاولة الانقلابية الفاشلة.
وأضاف: “الولايات المتحدة تدعم بقوة الحكومة الديمقراطية في تركيا بشكل لا لبسَ فيه”، لافتا إلى أن بايدن سيعرب خلال الزيارة عن دعم الإدارة الأمريكية للخطوات، التي اتخذتها تركيا في إطار المساهمة في مكافحة تنظيم “داعش” الإرهابي، وتقديرها لتلك المساهمة.
وشهدت العاصمة أنقرة ومدينة إسطنبول، منتصف يوليو/ تموز الماضي، محاولة انقلاب فاشلة نفذتها عناصر محدودة من الجيش تتبع منظمة “فتح الله غولن”، وحاولت خلالها السيطرة على مفاصل الدولة ومؤسساتها الأمنية والإعلامية.
وقوبلت المحاولة الانقلابية باحتجاجات شعبية عارمة في معظم المدن والولايات التركية؛ إذ توجه المواطنون بحشود غفيرة تجاه البرلمان ورئاسة الأركان بالعاصمة، والمطار الدولي بمدينة إسطنبول، ومديريات الأمن في عدد من المدن؛ ما أجبر آليات عسكرية كانت تنتشر حولها على الانسحاب، وساهم بشكل كبير في إفشال المخطط الانقلابي.
جدير بالذكر أن عناصر منظمة “فتح الله غولن” قاموا منذ أعوام طويلة بالتغلغل في أجهزة الدولة، لا سيما في الشرطة والقضاء والجيش والمؤسسات التعليمية؛ بهدف السيطرة على مفاصل الدولة، الأمر الذي برز بشكل واضح من خلال المحاولة الانقلابية الفاشلة.
ويقيم غولن في الولايات المتحدة منذ عام 1999، وتطالب تركيا بتسليمه، من أجل المثول أمام العدالة.
الأناضول