قالت مصادر المعارضة السورية للجزيرة إن نقاط المراقبة التركية وقوات النظام والمليشيات المدعومة من إيران، تبادلوا قبل قليل قصفا بالمدفعية الثقيلة في محور العمليات العسكرية غربي حلب.
وكان مراسل الجزيرة أفاد في وقت سابق بأن تركيا قصفت بالصواريخ مواقع لقوات النظام السوري في ريف حلب الغربي، مضيفا أن قتلى وجرحى سقطوا في غارات على بلدة قبتان الجبل في محيط النقطة التركية بجبل عقيل غرب حلب.
من جهتها، أعلنت المعارضة المسلحة صد محاولة تقدم لقوات النظام والمليشيات المدعومة من إيران على محور ريف المهندسين الثاني غرب حلب، ومقتل وجرح العشرات منهم.
وفي المقابل، قالت وكالة الأنباء السورية إن قوات النظام سيطرت على قرى في ريف حلب الجنوبي الغربي، بعد معارك مع من وصفتهم بالإرهابيين في المنطقة.
في غضون ذلك، قال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار إن أنقرة ستتخذ إجراءات ضد الذين لا يمتثلون لوقف إطلاق النار في إدلب.
وأفاد مراسل الجزيرة بأن تركيا أرسلت تعزيزات عسكرية جديدة إلى حدود ولاية هاتاي مع سوريا، تضم أكثر من 100 دبابة وعربة.
جاء ذلك بعدما أرسل الجيش التركي تعزيزات إلى محافظة إدلب دعما لنقاط المراقبة، ونشر راجمات صواريخ على الحدود السورية قبالة إدلب.
وفي موسكو، أعلنت وزارة الدفاع أن رئيس أركان القوات المسلحة الروسية فاليري غيراسيموف أجرى اتصالا هاتفيا مع نظيره التركي الجنرال ياشار غولر بحثا خلاله تطورات الأوضاع في إدلب.
وأضافت الوزارة أن الجانبين ناقشا القضايا المدرجة على جدول الأعمال الثنائي للهيئات العسكرية الروسية والتركية فيما يتعلق بالوضع في سوريا، خصوصا منطقة خفض التصعيد في إدلب.
رد روسي
وفي موسكو أيضا، قال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إن روسيا لا ترى نزاعا فيما يحدث في إدلب، بل هو محاربة الجيش السوري لما وصفه بالإرهاب على أرض بلاده.
وأضاف بيسكوف في تصريحات صحفية أن الحديث لا يدور حول نزاع، بل عن عدم تنفيذ اتفاقات سوتشي، ومدى التزام الأطراف بهذه الاتفاقات، مؤكدا أنه لا يمكن الحديث الآن عن تدخل أميركي مباشر في التصعيد الأخير بشأن إدلب.
وفي واشنطن، أعرب كبير الديمقراطيين في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ كريس مورفي عن قلقه الشديد إزاء هجوم قوات النظام السوري وسلاح الجو الروسي على إدلب.
وقال في بيان إن القصف يسبب مآسي للمدنيين الفارين الذين يواجهون مصاعب جراء إغلاق الحدود أمامهم وصعوبة إيصال الإغاثة إليهم.
وأضاف مورفي أن ما يجري في إدلب اليوم من عنف، قد يكون المرحلة الأكثر دموية في الحرب السورية، وأنها تحمل بصمات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في كل مكان.
ودعا السيناتور الأميركي جميع الأطراف إلى وقف عاجل للتصعيد والعنف في سوريا، كما انتقد تخلي الولايات المتحدة عن القيام بدورها في هذا الخصوص، وقال إن سياسة الرئيس دونالد ترامب هناك هُزمت أمام لاعبين آخرين، على حد وصفه.
كارثة إنسانية
على الصعيد الإنساني، قالت منظمة “منسقو الاستجابة” السورية إنها سجلت تسع وفيات في مخيمات النازحين بريفي إدلب وحلب شمالي سوريا، بعضها بسبب البرد وبعضها الآخر بسبب حروق واختناقات ناتجة عن استخدام وسائل تدفئة غير آمنة لمواجهة البرد.
ومن هذه الحالات طفلة سورية توفيت نتيجة البرد الشديد في مخيم للنازحين قرب مدينة عفرين بريف حلب الشمالي.
وقالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إن 167 سوريًّا لقوا حتفهم بسبب البرد في الفترة من مارس/آذار 2011 إلى يناير/كانون الثاني الماضي، مضيفة أن من بين الضحايا 77 طفلا و18 امرأة، بينما قضى 25 مدنيا في سجون النظام السوري جراء البرد.
واعتبرت الشبكة أن قوات النظام مسؤولة عن موت 146 شخصا، بينما تتحمل ما تعرف بقوات سوريا الديمقراطية مسؤولية وفاة 11 شخصا. أما تنظيم الدولة فمسؤول عن وفاة خمسة آخرين.
وأوضحت أن من بين الضحايا خمسة مدنيين قضوا جراء البرد أثناء هجرتهم إلى أوروبا.
نقلا عن: الجزيرة