ليس من شك أن أي من رجال الدولة الأميركيين يحلم برحلة على طائرة سلاح الجو التابعة للبيت الأبيض، قد يكون ذلك صحيح للكل، إلا ترمب.
والسبب يتعلق بطائرته الخاصة التي لا تضاهيها الطائرة الرئاسية، والتي أقلته صباح الخميس إلى الرئيس باراك أوباما في أول لقاء بين الرجلين.
وقد كسر ترمب التقاليد بأن أخذ الرحلة إلى البيت الأبيض عبر طائرة بيونج 757 الخاصة به، بدلا من أن يجرب الطائرة الرئاسية كما هو المعهود.
وقد أثارت هذه الخطوة التساؤلات، حول هل سيستمر الرئيس الـ 45 للولايات المتحدة، في زخرفة الأشياء وحياة البهرجة التي يعيشها، بما في ذلك التمسك بأن يداوم ببرج ترمب المكون من 58 طابقا في نيويورك أو يذهب لشقته السكنية الخاصة بالبرج.
وبدا الناس يعقدون المقارنات بين طائرة ترمب والأسطول الرئاسي، بين كل قديم وجديد مقبل، وحيث التفوق لما يملكه الرجل سلفا.
تاريخ طائرة ترمب
ابتاع دونالد ترمب هذه الطائرة الفريدة في عام 2011 وبذل فيها ما يكفي من المال لكي تكون بكافة وسائل الراحة الممكنة.
وبحسب فيلم وثائقي لقناة ديسكفري، فإنه يشير إلى هذه الطائرة باعتزاز و ويسميها “الطائر تي”. وخلال الحملة الرئاسية وهو يتنقل بها من ولاية لأخرى قام بإعادة تسميتها إلى “ترمب فورس ون” أي ترمب الأقوى والأول.
ويشاع بأن قيمتها تصل إلى 100 مليون دولار، وأن بعض تجهيزاتها الداخلية من الذهب الخالص، حيث تضم ردهة استقبال ومكتبا وغرفة نوم مع حمامين، بمحركاتها القوية ماركة “رولز رويس”.
كذلك فإن أحزمة المقاعد مطلية بالذهب الخالص عيار 24 قيراطا، فيما غرفة ترمب الخاصة بالطائرة ذات تلبيسة من الخشب ووسائد من الحرير مزخرفة بشعار عائلة ترمب.
وهناك سينما عائلية في الطائرة بشاشة حجم 57 بوصة مع كافة التجهيزات الصوتية وأفلام مخزنة يصل عددها إلى أكثر من ألف فيلم.
وقد أقلعت طائرة ترمب في طريقه إلى أوباما، من مطار لاغوارديا في نيويورك صباح يوم الخميس، حيث انطلقت وهي تتحرك في المدرج عبر انبعاث أقواس من رذاذ الماء من الماكينات على جسم الطائرة في شكل احتفالي.
بماذا تتفوق الطائرة الرئاسية؟
لكن إذا كانت للطائرة الرئاسية ميزة فهي أكبر حجما من طائرة ترمب، حيث أن أجنحة الثانية بطول 38 مترا في حين أن طول أجنحة طائرة سلاح الجو الرئاسية 59 مترا.
كذلك تتفوق الرئاسية في أنها تحمل ما مجموعه 102 شخص بداخلها، في حين أن طائرة ترمب تحمل 43 راكبا فقط.
وتتضمن الطائرة الرئاسية غرفة مؤتمرات وصالة رياضة ومضادات للقذائف الصاروخية، ومدمج بها مركز طبي للعناية بالرجل الأهم في البلاد وربما في العالم.
ترمب: الطائرة الرئاسية متهالكة وضارة بالبيئة!
وظّف أوباما الطائرة الرئاسية في خدمة حملة كلينتون الانتخابية، وهذه حقيقة لا تغيب عن ترمب، الذي كان قد تساءل ذات مرة: “لماذا يسمح أوباما باستخدام طائرة الرئاسة في الترويج لهيلاري المحدودبة الظهر؟!”. مضيفا: “من يتحمل تكاليف ذلك؟”.
كذلك ادعى ترمب أثناء التراشق الانتخابي أن الطائرة الرئاسية لديها “محركات قديمة” بالتالي فهي تنفث كميات هائلة من الكربون الضار الذي يتنفسه أوباما.
وقال ترمب: “شاهدوا كيف أن أوباما يتحدث عن التقليل من انبعاثات الكربون، ثم يأتي ليطير فوق هاواي بهذه الطائرة ذات المحركات المختربة، التي تتقيأ الجحيم”.
وأعقب ذلك بأن ألقى محاضرة حول الاحتباس الحراري، وانبعاثات الكربون، ليكرر النقد للطائرة العتيقة وأن محركاتها كبيرة وتالفة، وأن أي شخص حادب على مصلحة المناخ سوف يكرهها بلا شك.