استكمالاً للتحضيرات الجارية لعقد الجولة الثامنة من مفاوضات جنيف8 نهاية شهر تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، بحسب ما أعلنه المبعوث الأممي إلى سوريا، ستافان دي ميستورا، كشف مصدر فرنسي مطلع على الملف السوري عن اتصال هاتفي بين الرئيسين الفرنسي ايمانويل ماكرون ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، عشية توجه ماكرون إلى نيويورك للمشاركة في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وبحسب التسريبات، التي نقلتها صحيفة الحياة اللندنية، فقد حاول “ماكرون” إقناع بوتين بإمكانية تشكيل مجموعة اتصال جديدة تشمل الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن.
وقال ماكرون لبوتين: “إذا أردت أن تكون وحدك في سوريا ممزقة بسبب النزاع، ودون أموال ومع كل مشاكل ما بعد الحرب، استمر في نهجك الحالي دون الأخذ بآراء الآخرين بالنسبة للحل في سوريا”.
وأضاف ماكرون لبوتين أنه إذا أراد التعاون الدولي فعليه أن يفتح الباب لمفاوضات سياسية للحل في سوريا. وأن جواب بوتين كان: “لماذا يقوم بذلك، ووحدهما روسيا وإيران تهيمنان على الصعيد العسكري في سوريا؟”ـ
وأشار بوتين إلى أن الأميركيين غير مهتمين بالأزمة. فأجابه “ماكرون” أنه قد يكون على حق على المدى القصير، ولكنه مخطئ على المدى المتوسط. وزاد أنه إذا وافق بوتين على منطق ماكرون لفتح المجال على تعاون دولي للحل في سوريا داخل مجموعة الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن، فوافق بوتين.
وعقد وزراء خارجية الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن اجتماعاً مع أمين عام الأمم المتحدة، انطونيو غوتيريش، كان ٧٠ في المئة منه حول سوريا، وقبل ذلك عقد مدراء خارجية الدول الخمسة اجتماعاً في نيويورك حول سوريا.
وقال وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، إن روسيا توافق على العمل داخل مجموعة الدول الخمس الدائمة العضوية، وأيضا توافق على توسيع حلقة الدول للعمل معها، شرط أن تكون إيران من بينها، لكن الولايات المتحدة عارضت مشاركة إيران.
وبحسب القرار الفرنسي يتم الدعوة لانعقاد اجتماع حول سورية تكون فيه الدول الخمس الدائمة العضوية، إضافة إلى القوى النافذة في المنطقة، أي السعودية ومصر وتركيا والأردن، على أن يكون هناك تحاور فرنسي إيراني بالتوازي حول الموضوع.
وقال المصدر إن المبعوث الأممي إلى سورية ستافان دي ميستورا يريد تقديم الدعم، دون إعطاء الانطباع أن المجموعة تحل مكانه. فقد وافق على مبدأ مجموعة الاتصال لمساعدته في الصعوبات مع الروس ولعدم اهتمام الأمريكيين بالملف السوري، موضحاً أن باريس تفكر حالياً كيف تتحرك مجموعة الاتصال قبل مؤتمر جنيف المقبل، أخذاً في الاعتبار أن دي ميستورا يريد مساعدة ودعم في مفاوضاته، لكن دون إعطاء الانطباع بأنه يتم إدارتها من جهة أخرى بديلة، خصوصاً أن دي ميستورا يرى صعوبة وتشدد الموقف الروسي، وأن الأميركيين غير مهتمين بالوضع، ما يجعل مجموعة الاتصال مفيدة إذ لم تتدخل في عمله.
أورينت نت