دعا رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس، مساء الجمعة، الدول الخليجية لاستقبال مزيد من اللاجئين السوريين، مؤكداً أن أوروبا لا تستطيع استقبال كل المهاجرين القادمين من سوريا والمعرضين لخطر “كارثة إنسانية” في دول البلقان (جنوب أوروبا)، في وقت يتهم به مراقبون فرنسا وأوروبا بافتعال مشاكل وإلصاقها بالمهاجرين العرب للتضييق عليهم.
وقال فالس: “أكرر أن أوروبا لن تكون قادرة على استقبال كل اللاجئين القادمين من سوريا، لذلك نحتاج إلى حل دبلوماسي وسياسي وعسكري في سوريا”.
وأضاف رئيس الوزراء الفرنسي، الذي كان يتحدث خلال لقاء خصص للحديث عن تبعات اعتداءات باريس في مدينته إيفري، إنه من الضروري “استقبال اللاجئين في الدول المجاورة وعلى كل طرف تحمل مسؤوليته، وأفكر خصوصاً بدول الخليج”.
وحذر من غياب مراقبة فعلية على حدود الاتحاد الأوروبي قائلاً: “ما يحدث هو أننا سنشهد كارثة إنسانية في البلقان هذا الشتاء، وأوروبا ستغلق حدودها من جديد”.
كما حذر من خطر تسلل إرهابيين بين اللاجئين، “كما هو حال عدد من منفذي اعتداءات باريس”، وفق ما نقلت وكالة الأنباء الفرنسية.
وقد أخذت دول الخليج على عاتقها إيصال المساعدات إلى جميع المحتاجين من السوريين، وشملت الملابس والأغذية وحليب الأطفال والمواد التموينية ووسائل التدفئة، كما أن المساعدات شملت أيضاً افتتاح مدارس وقتية، ومستوصفات طبية، لتقديم الخدمات التعليمية والصحية للسوريين في داخل الدول التي لجؤوا إليها.
وكانت السعودية وحدها قد أعلنت على لسان سفارتها في الكويت، سبتمبر/أيلول الماضي، أن المملكة تعاملت منذ بداية الأزمة السورية من “منطلقات دينية وإنسانية بحتة، وأنها تقف إلى جانب الأشقاء السوريين في محنتهم”، مؤكدة أنها استقبلت قرابة 2.5 مليون سوري منذ اندلاع الأزمة، بالإضافة إلى تقديم أكثر من 700 مليون دولار للاجئين في داخل البلاد وخارجها.
في حين أعلن الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، في الشهر نفسه، أن بلاده سوف تستقبل 24 ألف لاجئ خلال عامين، داعياً إلى عقد مؤتمر دولي في باريس لبحث أزمة اللاجئين.
ووصل قرابة 800 ألف مهاجر إلى أوروبا بحراً منذ بداية العام الجاري، معظمهم من بلدان الشرق الأوسط.