أثناء دخول مدينة إعزاز في ريف حلب الشمالي كان ملفتا كثرة الشاحنات المتوقفة على جانبي طريق الأتوستراد الدولي بين المدينة ومعبر باب السلامة الحدودي مع تركيا.
وعلى مسافة نحو عشرة كيلومترات تتزاحم الشاحنات على الطريق بسب قطع كافة الطرق بين مناطق سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية ومناطق المعارضة السورية في ريف حلب الشمالي، جراء المعارك المستمرة منذ نحو أربعة أشهر.
ويقول أبو سعيد -الذي يعمل سائقا- إنه يتواجد منذ أكثر من شهر في هذا المكان، وإن شاحنته تحولت لمنزل يأويه مع ابنه.
ويضيف للجزيرة نت أن عائلته المكونة من 17 فردا تقيم في مناطق سيطرة التنظيم في ريف حلب الشرقي، وأنه لا يعلم شيئا عنهم بسبب غياب وسائل التواصل، ويشعر بالقلق عليهم، بسبب القصف الذي تتعرض له المنطقة من قبل الطيران الروسي والسوري.
أما الشاب علي محمود فيقول “منذ شهر ونصف الشهر وأنا أحاول العبور إلى ريف حماة، كنت أحمل المواد الغذائية، لكنها تضررت بسبب طول المدة وسوء التخزين في هذا الطقس الحار، وآلاف الأطنان من الخضراوات القادمة من معبر باب السلامة تلفت، وهذا الوضع سبب لنا خسائر كبيرة لا تعوض”.
ويضيف أن “المخاطرة قد تفقد سائق الشاحنة حياته؛ فإمّا أن تتعرض لنيران المتقاتلين في ريف حلب، أو يستهدفك الطيران الروسي، ولكن لا بديل لدينا، نريد أن نطعم أولادنا”.
منطقة عسكرية
ويقول أبو زيد -وهو قائد عسكري في جيش الشام- إن تنظيم الدولة هو من أغلق الطريق أمام أعداد كبيرة من الشاحنات في منطقة إعزاز.
وأضاف “نحن فتحنا الطريق الخميس الماضي، لكن هجوم التنظيم وسيطرته على قرى جديدة حال دون استمرار السماح للشاحنات خوفا على سلامتهم، كون المنطقة عسكرية.
يشار إلى أن الطريق التجاري بين مدينة الباب الخاضعة لتنظيم الدولة في ريف حلب الشرقي ومنطقة إعزاز بريف حلب الشمالي، يعدّ من أهم الطرق التجارية للمحروقات والخضراوات، وتمر من خلاله مواد البناء وغيرها من السلع الأساسية التي تهم المدنيين.
لكن هذا الطريق يشهد إغلاقا شبه مستمر منذ أسابيع، بسبب المعارك وعمليات الكر والفر بين الطرفين، مما فاقم معاناة آلاف المدنيين الذين رسمت الاشتباكات لهم حدودا متغيرة في كل يوم، بسبب الصراعالمستمر منذ أشهر في المنطقة الحدودية مع تركيا.