يعاني أهالي مدينة معرة النعمان من شح المياه كحال معظم المناطق المحررة، وكانت مشكلة المياه قد تصدرت الشهر الماضي قائمة الشكاوى في مكتب خدمة المواطن في المجلس المحلي لمدينة معرة النعمان، مما دفع المجلس بالتعاون مع مكتب خدمة المواطن، للاجتماع بالأهالي ومناقشة أسباب مشكلة المياه، وضعف عملية الجباية.
رئيس مكتب المياه في المجلس المحلي لمدينة معرة النعمان “قدور الصوفي” قال لزيتون: “يتم الضخ من محطتي بسيدة وعين الزرقا إلى مدينة المعرة، وبعد انقطاع الخط الإنساني تم الضخ على الديزل، وبسبب الارتفاع المتزايد بالكثافة السكانية في المدينة، تم زيادة عدد القطاعات لتصبح 16 قطاعاً في المدينة، يتم الضخ كل يوم لقطاع، أي بمعدل ضختين شهرياً للقطاع الواحد، وفي حال حدوث عطل يتم استكمال دور القطاعات من حيث توقف، وذلك بعد إصلاح العطل”.
وأضاف “الصوفي”: “أبرز المشكلات التي تواجهنا وتتسبب بتوقف الضخ هي حدوث أعطال في مولدات الضخ، ولا سيما أن كلفة إصلاحها كبيرة، ولا تتوفر الكلفة التشغيلية أو الدعم المادي لقطاع المياه في المدينة، وذلك على الرغم من وجود موظفي رقابة للشبكة يعملون بورديتين على مدار اليوم، مهمتهم مراقبة الشبكة وإصلاحها بشكل فوري في حال تعطلها، بالإضافة إلى مشكلة العبث في الصمامات، وبسبب وجود عدد كبير منها في المدينة لم نستطيع تأمين الحماية لجميعها، لذلك يقوم بعض العابثين من أهالي المدينة بتحويل الضخ لأحياء أخرى، وقام المجلس عبر صفحته الرسمية بالتحذير مراراً من العبث بصمامات المياه تحت طائلة المحاسبة القانونية في المحكمة، ولكن حتى الآن مازلنا نعاني من هذه المشكلة”.
وقال رئيس مكتب المياه في المعرة: “خلال الأشهر الماضية تم ضخ 16 ضخة، بلغت تكلفتها نحو 18 مليون ليرة سورية، في حين بلغت الجباية مليوني ليرة سورية فقط، ولمنح الثقة للأهالي بأننا نسعى للضخ بشكل دائم، قمنا بالضخ مرة أخرى للأحياء التي لم تصلها، ولكننا بحاجة ماسة لقوة تنفيذية لمساعدتنا في عملية الجباية، لأننا لا نستطيع الاستمرار في ظل إحجام الأهالي عن الدفع”.
وعقد المجلس المحلي في المعرة اجتماعاً مع أهالي المدينة، للوقوف على أسباب تمنعهم عن الدفع، وإيجاد حلول للتخفيف عليهم من عبء شراء الصهاريج، التي يصل سعرها إلى 4 آلاف ليرة سورية، وأبدوا موافقتهم على عمليات الضخ والجباية، لأن مبلغ الجباية 1000 ليرة سورية، وخلال الشهر القادم إذا لم تتم عملية الجباية بنجاح، سوف تتوقف عملية الضخ وسيلجأ المجلس ووحدة المياه لاستخدام المناهل والصهاريج، بحسب رئيس مكتب المياه في المجلس المحلي لمدينة المعرة.
وقال عضو مكتب خدمة المواطن في المجلس المحلي في مدينة معرة النعمان “أويس الحلبي” لزيتون: “يقع على عاتق المكتب الخدمي مسؤولية بتوعية الأهالي وتوطيد العلاقة بينهم وبين المجلس المحلي، وقد لاحظ المكتب وجود مشكلة كبيرة لدى المجلس في عمليات الضخ والجباية، وأن تأخر عملية الضخ يسبب امتناع الأهالي عن دفع الجباية، ولذلك يعمل المكتب حالياً على توعية الأهالي بالأسباب عن طريق توزيع بروشورات ورقية في المدينة”.
وأضاف “الحلبي”: “تم توجيه الجباة لسؤال صاحب المنزل فيما إذا كانت تصله المياه أم لا، وفي حال كانت المياه لا تصله أن لا يقوم بطلب الجباية منه، لأن الضخ لا يصل إلى كافة المنازل بسبب الشبكة المتهالكة في المدينة جراء القصف، وبدوره قام مكتب المياه بإصلاح الشبكة الداخلية، وبالرغم من ذلك لدينا في مكتب خدمة المواطن شكاوي عن أعطال في 150 نقطة، ومنذ عام وحتى اليوم قام مكتب المياه بإصلاح 2000 نقطة في المعرة”.
وقام المجلس ومكتب المياه بالتعاون مع مكتب خدمة المواطن بتوجيه دعوة عامة لأهالي المعرة، لاجتماع أقيم في المركز الثقافي بالمدينة، وتناول موضوع الجباية، وحضر الاجتماع أكثر من 600 شخص من أهالي المدينة، أبدوا تقبلهم لفكرة الجباية، وطرحوا المشاكل والحلول لديهم، والتي تتمثل بالضخ بشكل دائم ولجميع الأحياء وإصلاح الشبكة، وفقاً لعضو مكتب خدمة المواطن في المجلس المحلي لمدينة معرة النعمان.
“محمد السلطان” من أهالي مدينة معرة النعمان قال لزيتون: “عملية الضخ قليلة وضعيفة في الحي، حيث يتم الضخ مرة واحدة كل شهر، ولا تصل للمناطق المرتفعة في المدينة، ويستفيد منها فقط أصحاب المنازل في المناطق المنخفضة من الحي، ونقوم بدفع الجباية كل شهر 1000 ليرة سورية”.
وقال “يمان السيد” نازح من محافظة حمص مقيم في مدينة معرة النعمان لزيتون: “وضع المياه سيء يتم الضخ لمرة واحد شهرياً خلال ساعات الليل، ولا يوجد فائدة منها، إذ نقوم بملء الخزان مرة واحدة من عملية الضخ، ونشتري المياه من الصهاريج في بقية أيام الشهر، يجب إيجاد حل سريع لمشكلة المياه في المدينة، وسنلتزم بدفع الجباية مهما كانت”.
مخلص الأحمد_ زيتون