خلافات وسجالات داخل حزب البعث العربي الإشتراكي (فرع لبنان)، أدت بالنهاية إلى حصول انقلاب داخل الحزب، تمثل في حل القيادة القطرية للحزب بناء على توصية من نظام الأسد، بعدما تفاقمت الأزمات الداخلية وبدأت القيادات تنشر غسيلها على العلن، حسبما أكدته مصادر مقربة من حزب البعث في لبنان.
الصحف اللبنانية بمختلف مرجعياتها وتوجهاتها، أولت أهمية كبيرة للانقلاب الحاصل في حزب البعث بلبنان، وإصرار الأمين العام للحزب المقال فايز شكر على البقاء في منصبه، متحدياً الانقلاب المدعوم من قبل نظام بشار الأسد.
موقع المستقبل أشار إلى أنه “بعد 9 أعوام من ترؤس فايز شكر هذا الفرع البعثي انتهت بانقلاب داخلي نفّذه بصمت الأمين القطري السابق عاصم قانصوه بدعم كل من سفير النظام في لبنان علي عبد الكريم علي، والأمينين القطريين المساعدين في سورية عبد الله الأحمر وهلال هلال بالإضافة الى رئيس شعبة الأمن السياسي السوري رستم غزالي، لمصلحة عبد المعين غازي من منطقة البقاع، المعروف في فترة الوصاية السورية على لبنان برجل رستم غزالي”.
وذكرت صحيفة الأخبار اللبنانية القريبة من “حزب الله” حليف نظام بشار الأسد، أن شكري لا يزال يرفض تطبيق القرار، وقالت: “لا شيء في رأس النبع يوحي بأن تبديلاً طال قيادة البعث. مركز الحزب لا يزال يرفع صور شكر. وصل صدى قرار القيادة القومية إلى هنا، لكن الأخير يرفض الاعتراف به وتسليم المقر إلى القيادة المعينة. الحرس المنتشرون في محيطه يحمون أملاك شكر الذي يحتمي في بيته الخاص. جدار إسمنتي مرتفع ومكعبات وفواصل حديد تشكل مدخل منزل الوزير السابق في بئر حسن. لكنه يتشارك والحرس المسلح تلك الإجراءات مع جاره في البناية الوزير السابق وئام وهاب بسبب تهديدات أمنية طالتهما كما استهدفت المنطقة. تلك التهديدات تمنع شكر من المداومة في رأس النبع”.
وفي الوقت الذي يصر فيه شكر على البقاء في منصبه، اعتبر أن ما حصل مجرد “ضجيج إعلامي لا يقدم ولا يؤخر”، وقال إن “القرار مكتوب على طريقة الفرمانات” التي يصدرها صاحب مصلحة شخصية، بالإضافة إلى أن شكري أكد في رسالة واضحة لنظام الأسد أنه يرفض قراره “اللاشرعي”. ووفق مصادر قيادية في حزب البعث، فإن “القرار جاء نتيجة توجُّه من بشار الأسد، ولا يمكنه معارضته أو عدم الامتثال لهذه الأوامر”.
وأثيرت العديد من التساؤولات حول الانقسام في حزب البعث، فتساءل موقع المستقبل: “هل إقالة شكر الضارب بسيف الأسد في هذه الأوقات الحرجة التي تمر بها سورية والحزب الحاكم تعني أن شكر قد دخل في لعبة صراع المحاور في سورية؟”.
أما صحيفة الأخبار تساءلت عن الأسباب التي استدعت ذاك الإنقلاب في ظل الضغوط التي يواجهها نظام الأسد من كل حدب وصوب، “علماً أن القيادة القومية التي تشرف مباشرة على القيادة القطرية في لبنان، بحسب هيكلية الحزب التنظيمية، يشرف عليها مباشرة الأمين العام المساعد عبدالله الأحمر الذي يشرف عليه الأمين العام بشار الأسد”، حسب قول الصحيفة.
والمطلعون على الوضع السوري يكشفون أن شكر محسوب على الأمين القطري المساعد السابق في حزب البعث في سورية سعيد بخيتان، الذي أتى به أميناً قطرياً مكان النائب عاصم قانصوه عضو القيادة القومية، وهو ما خلق صراعات داخلية بين شكر وقانصوه وانقسم حزب البعث في لبنان حولهما، وحصلت استقالات من القيادة.
ويشير موقع المستقبل إلى أنه “مع تعيين قيادة قطرية جديدة في سورية وتعيين هلال هلال أميناً قطرياً، خسر شكر السند الداعم له في سورية، ووصل الأمر إلى حد محاصرته من قبل المعارضين له في القيادتين القومية والقطرية، ورفعت تقارير ضده شملت عدة اتهامات”.
وبينما تترقب أوساط “البعث” إعلان القيادة القطرية الجديدة رسمياً، فمن المتوقع أن “تنطلق قريباً معركة داخل البعث تحت عنوان “الشرعية واللاشرعية”.
المصدر:
صحف – السورية نت