ناقوس الخطر يدق، الحرب السورية هزت حاضر البلاد فكيف بمستقبلها؟ مستقبل بلد ضاع مع ضياع أطفاله وتشردهم، أطفال حرمتهم الحرب السورية أدنى حقوقهم، ننشغل يوميا بالتحدث عن معاناة الناس اليومية في ظل الأوضاع الراهنة، تلك المعاناة منها ما كان أصلا متواجدا قبل الأزمة وضاعفت منها الحرب، ومنها ما كانت الأوضاع المتردية سببا جوهريا وأساسا لها، في حين نتغافل عن المشاكل الأكثر تأثيرا على البلاد وعلى كافة النواحي سواءً كانت اجتماعية أو تبعاتها على الناحية الاقتصادية والتنموية.
صعوبات التعليم مشكلة بدأت تصاحب الطفل السوري مع تفاقم الأزمة، بغض النظر عن الأوضاع الإنسانية الصعبة الأخرى، “فالعلم بالصغر كالنقش على الحجر” حكمة تكتب في أعلى السبورة في المدارس، لغرس حب العلم عند الطفل في صغره، لكن ماذا إذا كان طفلنا قد حرم من أبسط حقوقه وأهمها وهو التعليم.
إن مستقبل البلاد سيحدده ذاك الطفل السوري، الذي بدت عليه أولى علامات الغرق في مستنقع الجهل في ظل هذه الأزمة.
تضرر قطاع التعليم بسوريا تضررا بالغا، ما ينعكس سلبا على المجتمع السوري بشكل آني، بالإضافة للتهديد الخطير على مستقبل الأطفال بشكل خاص والمستقبل الفكري للمجتمع، ونشر موقع الحل السوري تقريرا موسعا للباحث الاجتماعي “د. محمد شوقي ” يعالج فيه الأضرار الهائلة التي تعرض لها قطاع التعليم، وعن الأسباب الذي دفعت السوية العلمية للتراجع في ظل الحرب، ذكر الدكتور محمد شوقي حسب تقرير لليونيسيف أن (2.8) طفل سوري تركوا مدارسهم، لأسباب تتعلق بالنزوح ولإعالتهم أسرهم.
موضحا أن هذا التراجع مرتبط “بظهور الكثير من المشاكل الاجتماعية والتنموية وهيكلية الموارد البشرية التي ستقود عملية التنمية وإعادة إعمار البلاد”، وأن ذلك سيترك أثرا عليهم وعلى أبنائهم فيما بعد لامتهانهم مهنا حرفية بعيدة عن تطورات العالم العلمية، ما سيجعلهم بمعزل فكري عن باقي فئات المجتمع التي تسنى لها التعلم.
كما أوضح تقرير نشر على موقع الآن، أن حوالي 81% من الطلاب متضررين بشكل جزئي أو كلي نتيجة التوقف عن الدراسة، بالإضافة إلى أعداد المدارس التي دمرت والتي بلغ عددها حوالي 3800، وأن 1500مدرسة أصبحت مأوى للنازحين، ما يخفض من السوية العلمية للمجتمع السوري وخصوصا بالمناطق المحررة، دون وجود خطوات فعلية لتلافي الكارثة الاجتماعية القادمة.
600ألف طفل في المخيمات لا يلقون حقهم في التعلم، والآلاف منهم في الداخل السوري، جيل كامل مهدد بالأمية، مستنقعات واسعة من الجهل وواحات صغيرة من العلم، تحتاج إلى أيدي وهمم ترفع طفلنا السوري بعيدا عن ظلمات الأمية، وعملا دؤوبا ينقذ وضعا قد وصل إلى الهاوية على حد تعبير البعض.
المركز الصحفي السوري-آية رضوان