انفجار مرفأ بيروت الناجم عن انفجار اكثر من 2700 طن من مادة «نترات الأمونيوم»، لم يكن الأول والأكبر من نوعه، فمنذ الانفجار الذي وقع عام 1921 في أوبباو الألمانية، جرى الاعتراف والتأكيد على خطورة تخزين “نترات الأمونيوم”، وضرورة اتخاذ إجراءات مناسبة للحؤول دون تسربها أو انفجارها. خسائر انفجار 4500 طن من خليط «الأمونيوم سلفيت» و«الأمونيوم نيتيريت» في أوبباو الالمانية، أودى في 21 سبتمبر 1921 ، بحياة 500 إلى 600 ألماني، وأدى لأضرار بلغت حوالى 7 ملايين دولار (بقيمة ذاك الزمن)، ودمر 80% من المنازل في المدينة، وشرد 6500 شخص. لكن تلك الإجراءات لم تحل دون تكرار المأساة في ميناء تكساس عام 1947، حيث وقع واحد من أكبر الانفجارات غير النووية في التاريخ، بعد اندلاع نار في سفينة فرنسية محملة بـأكثر من ألفي طن من نيترات الأمونيوم، كانت ترسو هناك، ما أدى على الفور لانفجار أودى بـ 581 شخصاً على الأقل. انفجار آخر ليس بعيداً عن اليوم، وقع في تولوز الفرنسية عام 2001، في معمل للأسمدة الزراعية التي تعد مادة «نترات الأمونيوم»، ووازى حجمه الانفجاري حوالي الـ40 طناً من الـ «تي أن تي»، ما أدى لسقوط 29 قتيلاً، فيما بلغ عدد الجرحى الآلاف كيف يُمكن أن تنفجر؟ حين تتعرض نترات الأمونيوم إلى حرارة عالية، أو صدمة كبيرة، تتفكك تلك المادة إلى نيتروجين، وأكسجين، وماء، ينشر ذلك التفاعل حرارة كبيرة، ويؤدي لحدوث سلسلة من التضاغط والتخلل ما يُحدث موجة انفجارية مُدمرة تتناسب شدتها مع كمية المادة المستخدمة في التفجير.
نقلا عن القبس الدولي