تساؤل يطرحه كثير من أبناء الشعب السوري اللذين حرموا مدارسهم وجامعاتهم نتيجة الحرب السورية الدائرة في البلاد والتي تسببت في إبعادهم عن مقاعد الدراسة وقاعات الجامعات للسنة الخامسة على التوالي الأمر الذي جعلهم يشعرون بأن مستقبلهم قد أصبح على شفا حفرة من النار.
ولم يكن هذا الوضع في البداية هو الحالة العامة لأبناء الشعب السوري والثورة السورية لكن مع تصاعد حدة الصراع أخذ هذا الوضع طابعا عاما ينطبق على كل أبناء القرى والمدن والبلدات التي ثارت ضد النظام السوري بالإضافة إلى ذلك فإن هناك عوامل عديدة أيضا ساهمت في تكريس فكر الجهل وتعزيزه وانعدام التعليم وتعزيز الفرص المتاحة له نذكر منها:
العامل الأول: هو السياسة الممنهجة للنظام السوري في القضاء على الأجيال الصاعدة من أبناء الشعب السوري من خلال القصف والاستهداف المركز للمدارس والجامعات السورية، حيت تعمد النظام تدمير المدارس بهدف إخراجها عن الخدمة التعليمية ويمكن تلخيص ماتعرض له قطاع التعليم في سوريا، وحسب الإحصائيات يوجد أكثر من ثلاث ملايين طفل سوري حرموا من التعليم وأن نسبة الطلاب المتضررين كليا بسبب توقف الدراسة هي 38% ونسبة المتضررين جزئيا هي43%
إضافة إلى أن القصف تسبب بدمار 3800 مدرسة وأن نسبة 450 مدرسة منها تركزت في حمص وريف دمشق وحلب وادلب
وماتبقى من المدارس والبالغ عددها 3400 مدمرة بشكل جزئي ربما يسمح بإعادة تأهيلها وترميمها.
هذا بالإضافة إلى أن العديد من المدارس قد تحولت إلى مأوى للنازحين الذين شردوا وتدمرت منازلهم إذ تشير الإحصائيات إلى وجود 650 ألف نازح داخلها ويتركز معظمها في ريف دمشق وحمص وحلب وادلب وتحولت مايقارب 150 مدرسة إلى مستشفيات ميدانية لمعالجة الجرحى والمصابين اللذين يخشون في الغالب اللجوء إلى المشافي الحكومية بسبب الإجراءات الأمنية المشددة لقوات النظام والتي لطالما تسببت في اعتقال الكثيرين وزجهم في صفوف الجيش بحجة التعبئه العسكرية.
العامل الثاني: سياسة التهجير التي قام بها النظام من خلال التضييق على الأهالي فقد قام النظام بحصار المدن والقرى والبلدات السورية مادفع بالعديد من الأهالي إلى ترك قراهم واللجوء ألى مكان آخر لايتوفر فيه أي مقوم من مقومات التعليم من مدرسين ومدارس ومناهج دراسية.
العامل الثالث: الواقع الذي فرض نفسه على النازحين حيث أن الغالبية منهم سكنوا في مخيمات في العراء ولاتمتلك أي مقوم للحياة والغالبية الأخرى قد لجؤوا إلى القرى والبلدات القريبه التي لاتعاني حصارا ولكنها تعاني انعداما للحياة التعليمية بسبب الدمار الذي حل بمدارسهم.
العامل الرابع: انعدام الاهتمام بالجانب التعليمي من قبل الهيئات والمنظمات المحليه والعالميه حيث أن العديد من هذه المنظمات والهيئات اقتصر عملها على الجانب الإغاثي دون الاكتراث بالجانب التربوي والتعليمي.
كل هذه العوامل مجتمعة خلقت جيلا متخلفا بعيدا عن العلم والتوعية بل وساهمت في تعزيز الجهل والتخلف في عقولهم فلابد من اتخاذ التدابير اللازمة للتخلص من هذا الواقع الذي فرض عليهم نذكر منها:
1ـ تهيئة الظروف الطبيعية والنفسية الملائمة لهم
2ـ تهيئة الكوادر العلمية المتخصصة في كافة المناهج
3ـ تهيئة المدارس والمعاهد المتخصصة
4ـ تهيئة المناهج العلمية والتعليمية التي تتناسب ومستواهم الفكري والاجتماعي ومستواهم العمري.
المركز الصحفي السوري_ إحسان الحموي