شهد مجلس الأمن الدولي اليوم الجمعة، انتقادات متبادلة بين مندوبي بوليفيا وبريطانيا، على خلفية تباين موقف بلديهما من الضربة التي وجهت الولايات المتحدة لقاعدة عسكرية للنظام السوري فجر اليوم.
جاء ذلك خلال الجلسة الطارئة لمجلس الأمن الدولي المنعقدة حاليا بناء على طلب روسي (ما زالت مستمرة حتى الساعة 17:00 ت.غ) لمناقشة الوضع في سوريا عقب الضربة الأمريكية، والهجوم الكيمياوي على بلدة “خان شيخون” بإدلب الذي وقع الثلاثاء الماضي.
فمن جانبه، شكك مندوب بوليفيا الدائم لدي الأمم المتحدة ساشا سيرغون، في الأسباب الحقيقية وراء شن الضربة الأمريكية.
وقال في إفادته إلى أعضاء المجلس “إن الضربة الأمريكية تشكل انتهاكا للقانون الدولي، وعلينا أن نتذكر مزاعم واشنطن بشأن امتلاك العراق أسلحة الدمار الشامل (عام 2003)، وتبين لاحقا أنه لا وجود لتلك الأسلحة في العراق”.
وأردف السفير البوليفي قائلا “نحن نستخدم كلمات رنانة في مجلس الأمن عن حقوق الإنسان، ولكن عندما لا تتوافق حقوق الإنسان مع مصالح بعض الدول الأعضاء فإنها تضرب بها عرض الحائط”.
من جهته، انتقد مندوب بريطاني الدائم لدي الأمم المتحدة ماثيو رايكروفت موقف بوليفيا الذي عبرت عنه من خلال الإفادة، وقال موجها خطابه لنظيره البوليفي “أقول للمهتمين بميثاق الأمم المتحدة، لماذا تدافعون عن ديكتاتور سوريا؟”.
وأردف “إن الضربة الأمريكية لها ما يبررها، وجاءت استجابة لأصوات الشعب السوري، ولولا مساندة روسيا لكان (بشار) الأسد واقفا الآن أمام العدالة”.
بدوره، دعا مندوب الصين ليو جييي، جميع الأطراف إلى “تجنب تصعيد الوضع في سوريا”.
وقال في إفادته خلال الجلسة “نحن نثمن الجهود الدبلوماسية وندعم وساطة الأمم المتحدة لحل الأزمة لأن المسار السياسي هو الحل الوحيد للخروج من الأزمة”.
فيما دعا مندوب مصر الدائم لدى الأمم المتحدة عمرو أبو العطا، كلا من الولايات المتحدة وروسيا إلى “العمل بهدف التوصل إلي تسوية سلمية”.
وقال إن “سبب الأزمة يعود إلى الحرب الدائرة بالوكالة هناك”.
وهاجمت الولايات المتحدة، فجر اليوم، بصواريخ عابرة من طراز “توماهوك”، قاعدة “الشعيرات” الجوية التابعة للنظام بمحافظة حمص، مستهدفة طائرات ومحطات تزويد الوقود ومدرجات المطار، في رد أمريكي على قصف نظام بشار الأسد خان شيخون بإدلب بالأسلحة الكيماوية.
والثلاثاء الماضي، قتل أكثر من 100 مدني، وأصيب أكثر من 500 غالبيتهم من الأطفال باختناق، في هجوم بالأسلحة الكيميائية شنته طائرات النظام على بلدة “خان شيخون” بريف إدلب، وسط إدانات دولية واسعة.
الأناضول