تقدم على الأرض لصالح الثوار، مناطق تحررت بسهولة بعد سيطرة النظام عليها لفترة طويلة آخرها مدينة مورك الهامة بالنسبة للنظام و التي تعد آخر نقطة على الأوتوستراد الدولي، وغيرها من القرى كـ” تل عثمان وقرية سكيك” .
فالنظام في حالة تراجع معنوي وخسارات على الأرض، و كالعادة لا انتصارات تحقق إلا عبر شاشاته وعلى مواقعة الإلكترونية .
شبكة أخبار حماة الموالية للنظام في يوم الجمعة الماضي و بعد أن علم الصغير قبل الكبير عن تحرير مورك لم يكن بإمكانها إخفاء الخبر، فعلمت أن العملية كانت عبارة عن انسحاب تكتيكي ، و أن المعارك هي عملية كر و فر، لتنشر بعدها منشوراً على صفحتها مخاطبة أهالي حماة: “من يريد أن يبقى سالماً ويريد بيته آمناً فليساعد الجيش العربي السوري، ماذا سيحدث فيما إن دخلتها إحدى الفصائل الإرهابية، هل النزوح جميل والنوم خارج البيوت، دعونا ندافع عن حماه عن مدارس أولادنا عن بيوتنا من خلال التوعية والتسامح والصفح عن الأخر”.
تهديد مبطن و اعتراف أنه في حال تحرير مدينة حماه لن تكون أعز على النظام من باقي المدن والقرى فمصيرها واحد قصف بالطيران والبراميل المتفجرة.
في تعليق لإحدى متابعي الصفحة قال: “نفهم من هل حكي حماه طارت “، ليضيف الآخر ساخرا أن حماه بيعت للثوار” ومنهم متهكماً بسؤاله أين الجيش وأين الطيران الروسي ؟؟”..
إذ أن الطيران الروسي شارك في الحرب السورية منذ أكثر من 40 يوما ولم يتغير من الوضع سوى ارتكاب الكثير من المجازر في مناطق المدنيين فقط، وأما على صعيد الأرض فالكفة ترجح للثوار بشكل ملحوظ.
لم تكن هذه الصفحة هي الوحيدة ففي رصد لقناة الدنيا وموقعها على الفيس بوك، لم تذكر أبداً تحرير مدينة مورك، بل اكتفت بأن القوات المسلحة الباسلة تخوض معارك شرسة وكر وفر في ريف حماه للقضاء على المسلحين، و دك لأوكار الإرهابين وإيقاع مئات القتلى في صفوفهم حسب وصفها، هكذا هي أخبار النظام على الصفحات الموالية دون أي دليل لمقطع فيديو أو حتى بصورة واحدة تؤكد بتقدم ملموس على الأرض لصالح جيش النظام ، فيما عدا ذلك تعرض عدة فيديوهات في مطار حماة لكيفية إقلاع الطائرات الروسية ، لتدك بعدها معاقل “الإرهاب” كما يقول مراسلهم.
من جهة أخرى، كان تعليق الصفحات المعارضة بطريقة ساخرة، على صورة ضباط النظام مرتديا أحذية “رين” الرياضية في إحدى جبهات حماة الجنوبي فعلقت إحدى الصفحات المعارضة ساخرة، “النظام يتفهم حاجات الجيش ويؤمن أفضل أنواع الأحذية الرياضية لعملية الهروب الآمنة “، وعلق آخر على حكومة النظام أنه يجب عليهم إصدار كاسيت لعناصر جيشها” البس بوطك في حماه. حنا الي بالحرب نذوب . والهروب منيح يا صاح . البس رينك البس رينك البس رينك في حماه”.
وعلق قيادي في الجيش الحر رداً على محلل سياسي روسي على قناة” الاورينت” المعرضة، والذي وصف قصف الطيران الروسي لمواقع الثوار بأنها “مجرد حملة صغيرة” : “لو جبت الأسطول الروسي كلّه ماذا سينفع؟ هل ستأتون برجال تقاتلنا؟”. وأضاف: ” الطيران يقصف ونحنُ نخرج ونقاتل من تحت الركام .. تم تدمير59 دبابة في حماه، و 31 دبابة في ريف حلب الجنوبي، و 12 في دمشق، و 19 في حمص، و5 في اللاذقية … ماذا نفعهم الطيران الروسي .. الأسد يحتاج رجال .. ونحنُ نريد رجال تقاتلنا على الأرض”
و يبقى السؤال الذي يدور في أذهان السوريين، إلى متى سوف تستمر مسرحيات النظام التي تشوه الواقع و تستخف بعقول المواطنين، الذين يصلون إلى الحقيقة بسهولة، والتي تخالف ما تُظهره الشاشات و الصفحات المؤيدة للنظام السوري، علّها تعلن في يوم من الأيام و تكشف عن خسارات جيش النظام بشكل صريح مطابق لأرض الواقع.
المركز الصحفي السوري – أماني العلي