دعت المرشحة السابقة للانتخابات الرئاسية الأميركية هيلاري كلينتون المرشح الديمقراطي للانتخابات المقبلة جو بايدن إلى عدم الإقرار بالهزيمة إلى أن ينتهي فرز جميع الأصوات، والتي من المحتمل أن تكون نتيجتها متقاربة جدا، من جانب آخر بدأت 3 ولايات أمس مقاضاة إدارة ترامب بسبب إجراءات مزعومة تم اتخاذها لـ “تقويض” الانتخابات عبر عرقلة عمل خدمة البريد.
وأضافت كلينتون، التي خسرت انتخابات 2016 أمام دونالد ترامب، أن التأخير في فرز الأصوات بانتخابات نوفمبر/تشرين الثاني المقبل يعني أن على بايدن أن يُحجم عن الإقرار بالهزيمة في البداية، إذ من المتوقع أن يصل التصويت عبر البريد مستويات غير مسبوقة جراء الظروف الحالية لجائحة فيروس كورونا.
وقالت المرشحة السابقة لانتخابات الرئاسة -في مقابلة مع برنامج “ذا سيركس” التلفزيوني- إن الجمهوريين يأملون الفوز في الانتخابات من خلال التصويت الشخصي خلال اليوم الانتخابي، وليس بالضرورة انتظار فرز أصوات متأخرة عبر البريد، ودعت الديمقراطيين إلى الاستعداد لـ “عملية قانونية كبيرة”.
وكانت كلينتون فازت على ترامب إبان انتخابات العام 2016 في التصويت الشعبي بفارق نحو 3 ملايين صوت، لكنها خسرت أمامه في إحصاء المجمعات الانتخابية.
الاقتراع البريدي
وتأتي تصريحات كلينتون بعد تحذيرات من الحزب الديمقراطي والجمهوري بأن نتيجة التصويت في انتخابات الرئاسة قد لا تُعرف مساء الثالث من نوفمبر/تشرين الثاني المقبل بسبب الإقبال المتوقع على التصويت بواسطة البريد.
ويعد التصويت البريدي عنصرا قديما في الانتخابات الأميركية، لكنه من المتوقع أن يكون أكثر شيوعا في ظل جائحة فيروس كورونا.
وكان مجلس النواب -الذي يسيطر عليه الديمقراطيون- قد أقر قبل أيام مشروع قانون لمنح هيئة البريد الأميركية تمويلا طارئا قدره 25 مليار دولار لدعم خدماتها استعدادا للانتخابات الرئاسية، غير أنه من غير المتوقع أن يمرر مجلس الشيوخ الذي يهيمن عليه الجمهوريون القانون، إذ وصف زعيم الأغلبية ميتش ماكونيل القانون بأنه “حيلة حزبية”.
ويعارض الرئيس ترامب منح مزيد من التمويل لهيئة البريد التي تعاني من ضائقة مالية، مشيرا إلى أن هذه الأموال ستُستخدم للمساعدة في زيادات عدد بطاقات الاقتراع بواسطة البريد، وهو ما يزيد فرص التزوير على حد قوله.
ولايات تقاضي
وفي سياق متصل، بدأت ولايات نيويورك ونيوجيرسي وهاواي أمس مقاضاة إدارة ترامب بسبب إجراءات مزعومة تم اتخاذها لـ “تقويض” الانتخابات عبر عرقلة عمل خدمة البريد، فقد أعلنت المدعية العامة في نيويورك “ليتيشيا جيمس” عن رفع دعوى بواشنطن بعد انتهاء جلسة استماع في الكونغرس لرئيس هيئة البريد لويس ديجوي الداعم لترامب الذي صرح بأنه سيعلق أي إصلاحات في قطاع البريد الأشهر التي تسبق الانتخابات.
وعادت جيمس لتقول في بيان “إبطاء عمل خدمة البريد ليس أكثر من تكتيك لقمع الناخبين” واصفة تصرفات ترامب بأنها “انتزاع للسلطة”.
وانضمت مدينتا نيويورك وسان فرانسيسكو إلى الولايات الثلاث في مقاضاة إدارة الرئيس. والأسبوع الماضي، تم رفع دعويين مماثلتين ضد إدارة ترامب من قبل عدة ولايات قادتهما واشنطن وبنسلفانيا.
وكان الحزب الجمهوري أعلن أول أمس الاثنين تسمية ترامب مرشحا رسميا للرئاسة لفترة ثانية، بعد أن قام نحو 330 مندوبا للحزب يمثلون 50 ولاية بالتصويت لتأييده في إجراءات تمت بحضور شخصي، خلافا لمؤتمر الحزب الديمقراطي الذي انعقد كاملا عبر الإنترنت قبل أيام.
وتستمر فعاليات مؤتمر الجمهوريين حتى يوم غد الخميس، إذ ينتظر أن يعلن ترامب قبول ترشيح الحزب في خطاب يلقيه بحديقة البيت الأبيض، وهي خطوة تلقى موجة انتقادات لكونها الأولى التي يستخدم فيها ذلك المقر لإعلان قبول إعادة الترشيح.
نقلا عن الجزيرة