خضع مئات الطلاب السوريين لامتحان اليوس “YÖS” في الشمال السوري وفي تركيا، بغية قبولهم في الجامعات التركية والحصول على منح دراسية مجانية، فما هو اليوس؟ وهل يكون فرصة للطلاب أم يشكل عقبة أمامهم؟
517 ألف سوري حرموا من أبسط الحقوق حتى بداية 2011 ، بعضهم لا يستطيع دخول المشفى أو حتى النوم بفندق!!
شهدت منطقة مايسمى “نبع السلام” شمال سوريا إقبالا كبيرا من الطلبة السورين على تقديم امتحان اليوس، إذ تقدم نحو 625 طالبا وطالبة للامتحان في منطقتي تل أبيض ورأس العين أول أمسٍ السبت، وذلك تزامناً مع تزايد أعداد الجامعات التركية في الشمال السوري.
وقال “علي سليمان” مسؤول الامتحانات في مديرية التربية والتعليم في منطقة “تل أبيض” للمركز الصحفي السوري “إن 375 طالبا وطالبة خضعوا لامتحان اليوس في منطقة تل أبيض وذلك ضمن الدورة الثالثة في المنطقة منذ انطلاق عملية “نبع السلام”.”
وأوضح سليمان أن الدورة جرت في مراكز امتحانات منطقة تل أبيض أول أمس السبت، بإشراف ومراقبة من قبل لجنة من المندوبين من جامعة حران التركية.
وأضاف سليمان “أنه سيتم إدخال الطلاب الناجحين في الامتحان إلى تركيا من أجل الدراسة هناك، وذلك بعد أن تكون هناك آلية واضحة لدخول الطلاب، كما سيمنح الطلاب الحاصلون على مجموع أعلى من %80 منح دراسية مجانية في جامعة حران”
في حين تقدم أكثر من 7900 طالب وطالبة لامتحان اليوس في تركيا أمس السبت، منهم سوريون وعرب وأجانب غير أتراك.
يُعرف امتحان اليوس بامتحان القبول الجامعي المصمم للطلاب غير الأتراك الراغبين بالدراسة في الجامعات التركية، إذ يُعد شرطاً أساسياً للقبول في الجامعات التركية الحكومية وبعض الجامعات الخاصة.
فيما يكون للمعدل الذي يحصل عليه الطالب في امتحان اليوس أهمية كبيرة في تحديد مستوى الطالب، كما يمنح الطالب فرصة للدخول في كليات ذات معدلات عالية كالطب والهندسة، من خلال رفع معدله الحاصل عليه في الشهادة الثانوية.
ويتضمن امتحان اليوس أسئلة مؤتمتة، منها مسائل رياضيات وأسئلة في مواضيع علم الهندسة وأسئلة في المنطق والذكاء، وعددها 80 سؤال غالباً، يحدد وقت الامتحان من 100 دقيقة إلى 120 دقيقة في معظم الأحيان.
“امتحان اليوز عقبة أمام الطلاب السوريين أم فرصة للنجاح”
من خلال استطلاع رأيٍ أجراه المركز الصحفي السوري، شمل العديد من الطلاب السوريين المتقدمين لامتحان اليوس هذا العام والعام الماضي، منهم من خضع للامتحان في الشمال السوري، ومنهم من خضع له في تركيا.
قالت إحدى الطالبات “تقدمت للامتحان العام الماضي وتمكنت من خلاله الحصول على منحة دراسية مجانية في جامعة حران التركية، فيما حصل العديد من زملائي على قبولات جامعية مأجورة في جامعات تركية أخرى منها جامعتي ماردين وعنتاب”.
وقال آخر “امتحان اليوز منحني فرصة لأرفع معدلي الذي حصلت عليه في الشهادة الثانوية، بعد أن كان معدلي سيء لأني تقدمت لامتحان الثانوية في ظروف سيئة جدا في ظل الحرب في الداخل السوري، وبعد أن حصلت على معدلٍ جيدٍ في امتحان اليوز تمكنت من دخول الفرع الذي أرغب به في الجامعة”.
في الوقت ذاته يشكل امتحان اليوس عقبةً صعبة الاجتياز أمام كثير من الطلاب السوريين، ما يعرقل ويؤخر قبولهم في الجامعات التركية، في حين يرغب معظم الطلاب السوريين بدخول الجامعات التركية نتيجة عدم وجود جامعات سورية معترف بها في الشمال السوري حتى الآن.
فقالت “فاطمة” للمركز الصحفي السوري “بالنسبة لي امتحان اليوس هو مشكلة بحد ذاته، فمنهاجه صعبٌ وضخم جداً على طالبة مثلي ذات ميول أدبية، فكثير من الطلاب لا يمتلكون قدرات على حل مسائل رياضية معقدة كأسئلة اليوس”
وقالت منار “برأيي منهاج اليوس جميل وممتع جداً، إلا أنه صعب وضخم ويحتاج وقت إضافي ممكن أن يؤخر دخول الطلاب للجامعة فترة سنة أو سنتين، كما أن دراسته تحتاج دورات ذات تكلفةٍ مرتفعة جداً، ومن ليس لديه قدرات مادية للتسجيل بالدورات لا يمكنه النجاح به”
بقلم سدرة فردوس
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع