نشرت مجلة نيولاينز الأمريكية يوم أمس الإثنين، تقريراً تحت عنوان “عقب 13 عام في السجون السورية.. علمت أن الأسد سينتصر”، اطلع عليه المركز الصحفي السوري وترجمه، تناول بأن الوحشية والفساد والعنصرية ما يبقي النظام السوري في سدة الحكم، بحسب سجين سياسي سابق لدى النظام يدعى مصطفى خليفة.
60 بالمئة من سكان #مخيم #فلسطين سوف يخسرون أملاكهم — المخطط التنظيمي الجديد
استهلت الكاتب المفكر السوري البارز مصطفى خليفة والذي قضى سنوات طويلة في معتقلات النظام السوري، مقاله: “كتبت مقالاً أواخر تشرين الثاني 2011، تنبأت فيه بانتصار بشار الأسد على الشعب السوري في وقت أجمع فيه العديد من المحللين السياسيين والمراقبين والسياسيين على أن النظام على وشك الانهيار، لأني أعلم النظام من الداخل وأعلم إجرامه و وحشيته”.
وتابع خليفة: “أشارت فيه إلى قسوته البالغة والسهولة التي يقتل بها، فضلاً عن جبروته ومقاومته اللامتناهية لأي تنازل مهما كان بسيطاً، وانتقامه القاسي ضد الذين تمكنوا من فرض أي تغيير مهما كان صغيراً، ولم يستطيع الكثير فهم حجتي كونهم لم يمروا بما مررت به أنا وآخرين”.
وتابع خليفة أنه احتجز عدة مرات في سجون النظام، منذ أن كان في الصف التاسع، مشيراً إلى أن فترات الاعتقال في بادئ الأمر كانت قصيرة، ولكنه أصبح زائراً معتاداً لفروع المخابرات، نتيجة نشاطه السياسي المناهض المتواصل ضد نظام البعث الذي تسلم الحكم 1963.
وأضاف: “تم اعتقالي أواخر عام 1981، وأمضيت في السجن 13 عاماً ذقت فيها تعذيباً عنيفاً متكرراً، وغادرته عام 1994 وقد تم تجريدي من كل حقوقي المدنية، وكنت خريج كلية الحقوق إلا أني منعت من مزاولة المهنة أو أي مهنة أخرى حتى، علاوةً عن السفر خارج البلاد. كنت أخضع لمراقبة شديدة كما يجري استدعائي لفروع المخابرات بانتظام، ويمكن أن يسفر كل استدعاء منها إلى الحبس، رغم عدم صدور قرار سياسي باعتقالي مجدداً.
وذكر خليفة أنه بمجهود شاق للغاية، تمكن من مغادرة البلاد عام 2005 بموجب تأشيرة سفر، ليقوم عقبها بنشر روايته “القوقعة” حول فترة سجنه، والتي لم يستطع نشرها قبل ذلك لكونها بمثابة إصدار حكم إعدام بحقه.
تناولت الرواية، بحسب خليفة، قصته وقصة صديقه السوري المسيحي، الذي عاد لسوريا عقب اندلاع الثورة الإسلامية ضد النظام، جرى اتهام صديقه بالانتماء لحركة الإخوان المسلمين لدى وصوله البلاد، ليتم تغييبه في معتقلات النظام. كما ترصد الرواية أحداث القمع الوحشي والطبيعة “الكابوسية” لنظام الأسد وطابعه التعسفي بالإضافة إلى افتقاره للشفافية، وتصور المادة بلاداً لا يحكمها دكتاتورية منضبطة وإنما سلسلة من الفساد والاضطهاد.
ولفت الكاتب إلى أن بارقة أمل لاحت عند اندلاع الانتفاضة السورية، واجتاحه احساس من مزيج الأمل والحماس، يغلفه خوف وحدس من الفشل كونه يعلم النظام جيداً وحدة وحشيته والحدود التي هو جاهز لخوضها من أجل النجاة، مشيراً إلى الرد الدموي لمطالب الشعب السوري الأولى بالديمقراطية والكرامة ولاحقاً لإسقاط النظام.
واختتمت خليفة المقال: “بأننا نشهد نهاية السنة العاشرة للثورة السوريةُ العظيمة، ويبدو أن إعلان النظام النصر بالطريقة نفسها التي توقعها عام 2011″، واستطرد الكاتب في اعتماد النظام في عهد حافظ الأسد وابنه بشار على العنصرية التي شنها ويشنها النظام في البلاد، بالإضافة إلى الفساد والعنصرية للبقاء في سدة السلطة. لن تغير أي مفاوضات سلام ولا مصالحات الواقع المبني على الخوف والمفروض بأسلحة العنصرية، ولذلك من دون انتصار الأهداف الأصلية والوطنية لقوى الثورة فإن الحرب الأهلية من خلال السجن والتعذيب الذين اعلمهما جيداً، ستبقى.
المركز الصحفي السوري
ترجمة صباح نجم