ولا توجد إحصائية دقيقة لأعداد قتلى القوات الإيرانية خلال مشاركتهم في الأعمال العسكرية في سوريا، بينما تحدثت بعض الإحصائيات غير الرسمية أن أعداد القتلى بلغت أكثر من خمسمئة قتيل منذ بدء اشتراك الإيرانيين في القتال.
وكان آخر هؤلاء القتلى ضباط وعناصر من القوات الخاصة الإيرانية، وهي من أهم تشكيلات الجيش الإيراني، يضاف إليهم قتلى الحرس الثوري وقوات (الباسيج)، وبينهم ضباط برتب عالية ومناصب قيادية.
أرياف حلب
وبينما تقول وسائل الإعلام الإيرانية إن هؤلاء القتلى كانوا في مهام استشارية، يقول القيادي في حركة أحرار الشام حسام السلامة إن القوات الإيرانية المتواجدة في سوريا هي قوات مقاتلة وتنفذ مهمات عسكرية.
وأضاف السلامة في حديث للجزيرة نت، أن معلومات توفرت عن وجود حشود إيرانية عسكرية قبل بدء المعارك في ريف حلب، “وتوقعنا أن يكون لديها عمل وهو فك الحصار عن نبل والزهراء بريف حلب الشمالي، ومن ثم باتجاه كفريا والفوعة بريف إدلب الشمالي وهي بلدات شيعية”.
وأوضح أنهم كانوا يتكلمون باللغة الفارسية “واكتشفنا ذلك من خلال قبضات التنصت”؛ وأهم من ذلك “هو وقوع إيرانيين في الأسر، أما القتلى فقد وجدنا معهم وثائق تدل على أنهم إيرانيون”، ويضاف لهم وجود مليشيات عراقية ومقاتلون من حزب الله اللبناني ومرتزقة من دول أخرى كأفغانستان وأذربيجان وغيرها.
وقال إنهم يتوزعون العمل جغرافيا، ولكل منها محور قتال مختلف؛ لكنهم يقاتلون في ذات المحور في بعض المعارك، وفي جميعها تكون القيادة إيرانية.
السلامة: لدى المعارضة أسرى من القوات الإيرانية (الجزيرة) |
أبعاد طائفية
ويضيف السلامة أن المعارك الأخيرة في ريف حلب الجنوبي كان لها بعد طائفي؛ وهو فك الحصار عن كفريا والفوعة بريف إدلب الشمالي، وتكرار ما حصل في نبل والزهراء بريف حلب الشمالي بفك الحصار عنهما، وهي جميعها بلدات شيعية.
ويشير إلى أهداف أخرى للوجود العسكري الإيراني، وهي السيطرة على الطريق الواصل بين دمشق وحلب الذي يمر في ريف حلب الجنوبي وريف إدلب الشرقي؛ وبالتالي إرباك المعارضة المسلحة في تلك المناطق وغيرها.
ويختم بقوله إن التواجد الإيراني في جبهات معينة مؤثر من حيث القيادة للعمليات العسكرية والتسليح والضخ البشري، ويكون القتال في هذه الجبهات عنيفا وشرسا خاصة فترة الدعم الروسي.
المناطق الشيعية
من جهته، يقول الباحث في الشأن السوري أحمد أبا زيد إن مما لا شك أن التدخل العسكري الإيراني جاء في وقت مبكر من الثورة السورية، ولكن النظام الإيراني أعلن إرسال قوات خاصة برية إلى سوريا في 4 أبريل/نيسان الحالي فقط.
وتابع في حديث للجزيرة نت أن القوات الإيرانية تشارك في معظم جبهات القتال في سوريا، في درعا وحلب وحمص والساحل، وأصبحت تدريجيا عصب القتال الرئيسي ضد قوات المعارضة منذ النصف الثاني من عام 2013، مع ترهل الجيش النظامي وتفككه.
ويشير أبا زيد إلى أن القوات الإيرانية -إضافة لدعم الطيران الروسي- حققت تقدما على الأرض، وتمكنت من السيطرة على مئات الكيلومترات خاصة في ريفي حلب الجنوبي والشمالي.
وأضاف أن القوات الإيرانية تتركز حول البلدات الشيعية في محافظتي إدلب وحلب، بصورة توازي تلك المتواجدة بالقرب من المناطق والمزارات الدينية المهمة لهم.